|
دراسات يمارس الفكر الصهيوني من خلالها الخداع وا لتزييف والتضليل السياسي والإعلامي حتى باتت سيفاً مسلطاً على رؤوس الأميركيين أنفسهم حيث لا يجرؤ أميركي على الإفصاح عن رأيه ومخاوفه من أخطار اللوبي الصهيوني ولا حتى توجيه نقد لسياسة حكومته بهذا الشأن, ولا يكاد أميركي يرفع صوته حتى تنهال عليه الصحافة في أميركا تجريحاً واتهاماً,إما بالنازية أو بالكره وا لعداء للسامية, وإذا كان من أصحاب المال والأعمال دبرت له أسباب السقوط والإفلاس,وإذا كان سياسياً دبرت له مكيدة شغلته بنفسه أو فضيحة أدت إلى استقالته وأبعدته عن الحياة السياسية,وربما تمت تصفيته جسدياً. وظلت استطلاعات الرأي على الدوام تبين أن نسبة كبيرة من الأميركيين يحابون إسرائيل ويفضلونها على العرب والفلسطينيين بسبب السيطرة على الإعلام ,وهذه النسبة ارتفعت كثيراً في زيادة المحاباة للإسرائيليين بالتوازي مع زيادة الحقد والكره للعرب والمسلمين,إثر الهجمة الإعلامية المحمومة التي استهدفت كل عربي وكل مسلم في أصقاع الأرض,على خلفية الهجمات التي وقعت في نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من أيلول .2001 وقد نشطت الدراسات حول العرب والإسلام والعقيدة الإسلامية بصفة متزايدة ,وزاد الاهتمام بظاهرة الإسلام السياسي أو الأصولية حسب العبارة الرائجة له, وغدا موضة فكرية عارمة. وهكذا استأثر المختصون بالشأن الإسلامي من مستشرقين ومحللين سياسيين بواجهة وسائل الإعلام الغربي عموماً والأميركي بشكل خاص وارتفعت مبيعات الكتب المتعلقة بالإسلام بوتيرة مذهلة غير مألوفة, وأصبح (الهم الإسلامي) تتقاسمه الشعوب الغربية في عمومها! وقد صور الإعلام الأميركي في أذهان الناس ,إن الإسلام ينفرد عن غيره من الديانات بظاهرة العنف والتطرق,ويأبى الاندماج في القيم الكونية للحضارة الحديثة! من هنا يجب أن ندرك أهمية الخطاب الإعلامي العربي الذي يجب توجيهه إلى الرأي العام الأميركي. ولكن قبل التوجه لمخاطبة العقل الأميركي,لابد أولاً من إعداد وسائل إعلام عربية تساير مقتضيات العصر وتعتمد الأساليب العلمية ونظريات الإعلام الحديثة كي تستطيع مواجهة آلة الدعاية الصهيونية في ساحتها الرئيسية(أميركا), وإزاء ذلك لابد من التأكيد على أن أية رسالة إعلامية إلى الأميركيين ستنتهي إلى الفشل ما لم تأخذ بعين الاعتبار وقوع الأميركيين تحت تأثير التخدير الصهيوني,وبالتالي فإن رسالة من هذا النوع يجب أن يكون فحواها أولاً إنعاش الوعي الأميركي,وتجسيد الصورة الحقيقية للإنسان العربي وقضاياه في العقل الأميركي الذي لا يزال وللأسف يتعامل مع العرب من خلال ماتوحيه له الصورة الصهيونية المشوهة عنهم باعتبارهم ( إرهابيين) وغير ذلك من الصور المغلوطة. لذلك على الخطاب الإعلامي العربي أن يضع نصيب عينيه مسح صورة ا لعرب المشوهة بالتوازي مع فضح الفكر الصهيوني العنصري,ليس في الولايات المتحدة فحسب وإنما في العالم أجمع..وقد آن الأوان لكي نواجه آلة الدعاية الصهيونية في ساحتها الرئيسية أميركا,وأن يوحد الإعلام العربي جهوده لمقارعتها وإنزالها من عليائها,واضعاً في حساباته حتمية المواجهة التصادمية مع الإعلام الصهيوني الذي يرى في أميركا ساحة مشروعة له محظورة على الآخرين. |
|