تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ندوة ( سورية أرض الفرص ومهد الحضارات) هل كسبنا الرهان في ميلانو ?!!... د.لطفي شرح برنامج الإصلاح لرجال الأعمال الطليان

ميلانو
اقتصاد
الأربعاء 20/7/2005م
هيام علي

أقام اتحاد غرف التجارة السورية بالتعاون مع غرفة تجارة ميلانو ولمناسبة الزيارة التي قام بها وفد من رجال الأعمال بمرافقة السيد وزير الاقتصاد والتجارة عامر لطفي الى مدينة ميلانو الإيطالية.

أقام .. ندوة تحت عنوان ( سورية أرض الفرص ومهد الحضارات) وذلك بحضور نائب وزير الصناعة الإيطالي ورئيس غرفة تجارة ميلانو وحشد من رجال الأعمال السوريين والطليان وفي حديثه الى الندوة أعطى الوزير عامر لطفي شرحاً لعملية الانتقال من الاقتصاد المركزي الى اقتصاد السوق والأسس التي تعتمد عليها سورية في عملية الانتقال هذه والتي تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية ومحاولة كبت الأزمات الاجتماعية قدر الإمكان. وقال: لنعلم جميعاً أن الاقتصاد السوري من الآن فصاعداً هو اقتصاد واعد لأنه بحاجة لاستثمارات ضخمة تقوم على استقلال موارده المتوفرة..وفي حديثه حاول الوزير لطفي إعطاء الحضور معلومات متنوعة عن سورية من التاريخ الى عدد السكان, نوعية الاقتصاد مفصلاً في الزراعة والصناعة والتجارة ونبه الى أن القطاع الصناعي في البلاد لم يقم بدوره الحقيقي بعد في تنمية الاقتصاد الوطني.. علاوة عن القطاعات الأخرى المرتبطة بها.‏

وأوضح لطفي أن برنامج الإصلاح الاقتصادي يعتمد على ثلاثة محاور أساسية هي :‏

1- المحور الأول يتعلق بتحرير التجارة الخارجية, فالاقتصاد السوري صغير ومفتوح على العالم الخارجي- أي أنه يتأثر بدرجة كبيرة بالمتغيرات التي تحصل في العالم. وضمن هذا المنطق لا بد من تحرير التجارة بالتدرج وبالشكل المناسب لإنجاح الإصلاح الاقتصادي ...وما يؤكد هذا التدرج هو قيام سورية بتوقيع اتفاقيات متعددة الأطراف مع الدول العربية وقريباً مع الاتحاد الأوروبي ومع دول مثل تركيا وقريباً مع ايران.‏

2- محور الإصلاح المالي و الضريبي والمصرفي.. وهنا وضع الوزير لطفي الحضور في مجمل الإصلاحات المالية التي تمت وتتم في البلاد بما في ذلك المصارف الخاصة والإسلامية والتأمين وسوق الأوراق المالية.. وبالتوازي يجري العمل على رسم معالم السياسة النقدية الحقيقية ... والتي كانت غائبة في اقتصاد التخطيط وأدت الى تشوهات في الوظائف النقدية ما بين المصرف المركزي وباقي المصارف الحكومية وخاصة التجاري ويجري العمل الآن على إزالة هذه التشوهات وإعادة الدور الحقيقي للمصرف المركزي.. بالحفاظ على استقرار سعر الصرف وتنظيم الكتلة النقدية المتواجدة في الاقتصاد .‏

3- المحور الثالث: يتعلق بخلق المناخ المناسب للاستثمار.. من أجل إنجاح عملية الإصلاح الاقتصادي.‏

ولم يبتعد الوزير لطفي.. عن الإشارة الى بعض المعوقات البيروقراطية .. التي لا بد من العمل على الإسراع في إزالتها لتسهيل عملية الاستثمار وتأمين الاستغلال الأمثل للموارد وبالمحصلة دعا وزير الاقتصاد رجال الأعمال الطليان والسوريين للعمل معاً والاستفادة من ظروف الانفتاح والعمل على إنجاحه في الوقت نفسه. وداعياً الى التركيز على القطاعات الكبيرة المنتجة التي تتيح قيماً مضافة عالية وفرص تصدير واسعة.‏

وأكد في نهاية حديثه, على أن هناك أحقية للطليان للاستثمار في سورية باعتبار إيطاليا تمثل الشريك التجاري الأول لسورية.‏

نائب وزير الصناعة الإيطالي أدلفو أرسو تحدث في اللقاء عن الفرصة السورية الإيطالية لإقامة شراكة اقتصادية وتجارية بمقومات تاريخية وثقافية وسياسية.‏

ودعا رجال الأعمال الطليان الى الاستثمار في سورية وبحماس واضح للاستفادة من الموقع التجاري المتميز والذي يمكن أن يشكل منطلقاً نحو أسواق واسعة جداً في الدول العربية وبعض الدول الآسيوية والافريقية .من جهته تحدث الدكتور راتب الشلاح الى رجال الأعمال فدعاهم لأخذ دورهم في هذه المرحلة من مراحل نمو الاقتصاد السوري وحيث تبدو الفرص كبيرة ومتنوعة .ووضع رجال الأعمال الطليان في صورة واقع السوق السوري ومابات يحتويه من محفزات.وأعلن الشلاح أنه في نهاية العام الحالي سيتم افتتاح مكتب تجاري إيطالي في سورية - على غرار المكتب التجاري السوري في ميلانو ومن شأن المكتتبين المساعدة في تدعيم العلاقات بين رجال الأعمال وتقديم كل التسهيلات اللازمة لإنجاح أعمالهم وأكد الشلاح أن رجال الأعمال السوريين قد قبلوا التحدي للقيام بدورهم ليس في توسيع أعمالهم وإنما العمل على جذب نظراء لهم من إيطاليا وغيرها للعمل على إقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية التي تبدو البلاد بحاجة لها وذات ريعية اقتصادية عالية. هذا وتضمن اللقاء عرضاً لعدد من التجارب الاستثمارية الناجحة في الاتجاهين .فتم عرض لعدد من الشركات الصناعية - في مقدمتها عرض لشركة جود لصناعة الأدوات المنزلية والتي بدأت منذ 30 عاماً وتقدم حالياً كنموذج متميز ليس في سورية وإنما في المنطقة وقد شرح الصناعي فاروق جود نائب رئيس اتحاد غرف التجارة السورية تجربته مع الشركة الإيطالية بما تضمنته من مغامرة وجهد وصبر حتى وصل لأن يكون أحد المنتجين الرئيسيين للأدوات المنزلية في سورية وتصدر منتجاته الى العديد من دول العالم تحت ثناء الشركة الأم. وهذا وذكر جود في تصريح- للثورة- أن نجاحه وفريق عمله في الوصول الى هذه المرحلة من النجاح جاء نتيجة العمل الدؤوب واختيار أساليب العمل الصحيحة ودون أن ننسى أن الشركة بدأت العمل واستمرت وكان السوق السوري منغلقاً- أما الآن وقد فتح هذا السوق فإن الشركة وبفضل الوعي لأهمية تهيئة نفسها لظروف المنافسة فإنها تعتبر واحدة من الشركات القادرة على المنافسة وبقوة بالسعر وبالجودة.‏

هذا ونصح جود الصناعيين السوريين بالتوجه نحو الصناعات المنافسة لسورية- أي التي تباع محلياً ويمكن أن تصدر في الوقت نفسه. والعمل على الإنتاج تحت مواصفات عالمية - مع الحرص على اختيار الصناعات التي تؤمن قيمة مضافة ?.‏

كما دعا جود الى التكتل والاندماج لبناء مجمعات صناعية كبرى قادرة على الوقوف في وجه المنافسة القادمة نتيجة إنتاج السوق. مع التركيز على انتهاج أساليب عمل حديثة تقوم على اختيار الإدارة الكفوءة والمؤهلة.‏

أخيراً فإن ما حصل في مدينة ميلانو لايمكن اختصاره في سطور فاللقاءات كانت ناجحة جداً- وحملت صدى جيداً للجانبين ونعتقد أن ايطاليا من أكثر الدول المرشحة لأن يكون تعاوننا الاقتصادي معها قابلاً للنمو بمعدات كبيرة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية