تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سمّوه سوقا أو لا .. اجتماعياً أو لا .. نريد أن نرى طحيناً

اقتصاد
الأربعاء 20/7/2005م
أسعد عبود

لنحدد نقاط الاتفاق بين هذه الأصوات المستمرة :

1-نحن متفقون أن ثمة تغييرا جذريا يجب أن يحصل نسميه بالإصلاح.‏

2- إن الإصلاح وبشكل طبيعي سيشمل مختلف جوانب الحياة حتى وإن كان تركيزنا على جانب معين.. أعني الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.‏

3-إننا كشعب وكفاءات, الأدوات الرئيسية للإصلاح.‏

4- لا بأس أن نستعين بخبرات وكوادر الدول المتقدمة علينا إداريا واقتصاديا.‏

هذه هي الإرادة وهذه هي الأدوات, على ماذا نختلف إذن?‏

طبعا أنا لا أفترض بالضرورة أن ثمة اختلافا?.. قد لا يكون? لكن بين اقتصاد واقتصاد سوق واقتصاد سوق اجتماعي, إن بدأنا باستخدام ما لدينا من أدوات من أجل تحقيق فعل الاقتصاد, سنجد أنها طرق إلى الطاحون من ناحية استراتيجية.‏

على كل, يمكن لكل الفرقاء, شركاء الحوار غير المباشر, أن ينسحبوا لأي فريق يستطيع أن يحقق الإصلاح مهما كانت النظريات التي تحكم حركته, ليبرالية .. تخطيط مركزي.. تخطيط تأشيري.. الخ.. لكن بشرط واحد أن نرى إصلاحا.. حتى ولو قامت به أو بالإشراف عليه هيئات دولية أو أجنبية بمعنى آخر..‏

يجب أن نرى حالة إصلاحية فعلية بين مؤسساتنا العامة والخاصة يمكن أن تقدم كأنموذج لما يمكن أن يحقق الإصلاح.‏

أنا لا أعني من هذا الكلام .. أننا لم نقطع خطوات هامة في طريق التغيير, ولا أعني منه أيضا أننا لا نستطيع الوصل بين الخطوات التي قطعت لتشكل محور عمل نسميه الإصلاح.‏

لكن..‏

التأخر في رسم هذا الخط الذي يصل بين النقاط المقطوعة يخلق حالة إحباط , هي عامة وبالتأكيد.. ومن الخطورة في مكان نقل صورة تخالف ذلك.. ثمة إحباط وثمة تساؤل ولكن ثمة أمل.. ومن أجل الدقة أقول بصيص أمل. والمرافئ الزمنية التي نختارها لتحديد مواعيد لإنطلاقات لم تطرح جديدا.‏

في الشارع بشكل عام ومن الانطباع العام ثمة مؤشرات إحباط.. هذا الإحباط هو حس موضوعي تجاه ما يواجهه المواطن بشكل عام من بطالة متفشية وانخفاض دخول وسوء عام في الخدمات.. ضبابية مطبقة حول المستقبل.. في ظل هذا كله.. كيف سيفهم المواطن, فلسفة المتفلسفين ونظريات المنتظرين وطروحات المكتشفين عن الإصلاح , والطرق إليه من اقتصاد السوق المجرد إلى اقتصاد السوق الاجتماعي.. إنها متاهة النظر المقتبسة.. وهي ليست نظريات بل دراسات توصيفية لمرحلة ما بعد العملية الاقتصادية.. أعني أن اقتصاد السوق الاجتماعي ليس نظرية اقتصادية بالمعنى العلمي للكلام .. هو ¯ في رأيي ¯ أشبه بدراسة توصيفية حول سبل وضع نتائج العملية الاقتصادية في خدمة المجتمع.. وبالتالي تبقى العملية الاقتصادية من حيث الجوهر والأداء منفصلة عن ) الاجتماعي)‏

لماذا ارتاب من طرح هذه الفكرة?‏

مبدئيا.. أنا لست ضد.. بل أنا مع.. ومع بالتأكيد.. مع وضع نتائج العملية الاقتصادية في خدمة المجتمع والناس عموما وخصوصا الطبقات الفقيرة.. وبأي طريقة جاءت إلا تلك التي قد تحرق العمل الاقتصادي.. فيكون التقاعس والتكاسل والتراكم السلبي بحجة خدمة العمال ,والفلاحين مثلا.. أما الريبة فمصدرها فعليا هو احتمالات أن يكون مصطلح اقتصاد السوق الاجتماعي.. بوابة للمتاهات والتنظيرات والكلام الكثير.. ومن اللطيف فعلا أنه ما كاد يعلن عنه حتى بدأ البعض يعلن عن كثب في هذا الخصوص..?‏

وهات يا كلام‏

الشارع.. وبصدق ¯ وأعني بالشارع الانطباع العام عن حالة الناس ¯ هذا الشارع لم يعد يطيق أي تنظيرات جديدة فليتوقف كل ال¯ ) د) وغيرهم عن الشرح الطويل.. نحن نريد نموذجا.. أصلحوا لنا حالة.. أو وضعا.. أو مؤسسة وعندما نرى التقدم.. نقول.. أنه الإصلاح .. وسموه بعد ذلك .. ما تريدون.. سوق أولا سوق .. اجتماعي أولا اجتماعي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية