تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ديمقراطيو الرطن ... والرطن بالديمقراطية

قضاياالثورة
الأربعاء 20/7/2005م
خالد الأشهب

ديمقراطي..لكنه ينتخب في البرلمان بأصوات طائفية, ديمقراطي..لكنه يستوزر في الوزارة بحقيبة دينية, ديمقراطي.. لكنه لا يصير زعيما وطنيا إلا بهوية عائلية, ووطني لأنه يعيد إنتاج أبيه وجده في ذاته بطريقة إقطاعية, ويشارك فيها أبناء الملة والمنطقة رغيفهم وأمنهم وأجورهم.

شأن بعض الديمقراطيين من العرب مع الديمقراطية شأن من تعلم كيف يرطن, لكنه ما تعلم كيف يفهم, فلكي تكون ديمقراطيا على طريقتهم, عليك أولا أن تنتمي إلى عائلة وليس أي عائلة, فثمة عائلة لا تصل إلى أبعد من مجلس النواب وعائلة أخرى مسقوفة بالوزارة, وثالثة تصل إلى رئاسة البلاد, ثم عليك أن تنتمي إلى منطقة وليس أي منطقة, فشأن المناطق شأن العائلات, ثم عليك أن تنتمي إلى طائفة وليس أي طائفة, فثمة طائفة توصلك إلى القصر وأخرى توصلك إلى القبر, وثالثة تتجول بينهما وتزاود عليهما وتتماهى فيها التقدمية والاشتراكية فضلا عن الديمقراطية, ثم عليك أن تنتمي إلى ميليشيا وليس أي ميليشيا, هذه تعمل في قبض المال, وتلك في قبض الأرواح, وثالثة في قبض الاثنين معا, ثم عليك أن تقتني صحيفة أو محطة فضائية أو حتى إذاعة, تضلل لك وتظلل عليك, ولها ما للسانك من خواص الشتم أو اللحس لا فرق, وبعدها عليك أن تصنف نفسك يمينا أو يسارا, وهذا رهن الولاءات الداخلية والخارجية?‏

بعد كل ذلك تختار أن تكون في الموالاة أو في المعارضة, ووفقا للناتج غير المتوقع لخلطة العائلة والمنطقة والدين والطائفة والميليشيا والاشتراكية والدولار, إذ يمكن أن تكون طائفيا ويساريا وإقطاعيا في آن معا, ويمكن أن تتنقل بين الموالاة والمعارضة والحياد في يوم واحد, بل في ساعة, لا يهم, المهم أن ترطن بربيع الديمقراطية وبأسرار الأجهزة الخفية, وأن تعض أيدي الآخرين ثم تمارس العواء في الهواء الطلق, وأن تتقن فنون التدليس والشعوذة وطرائق تحويل المال إلى سياسة ومنابر, أو تحويل السياسة إلى مزابل!‏

هل ثمة من يعيد علينا تعريف الديمقراطية??‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية