|
قضاياالثورة لأنها تدرك أن الشقاق والتناحر والاقتتال بين أبناء الشعب العربي الواحد سيبعدها عن ساحة المواجهة مع من احتلت أرضهم واغتصبت حقوقهم, وسيجعلها تتفرغ أكثر فأكثر لمشروعاتها التوسعية الاستيطانية وقضم المزيد من الأراضي العربية. وما حدث في قطاع غزة مؤخرا, وسقوط عدد من الضحايا بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني في أعقاب حالة الخلاف والاقتتال بين السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس يأتي في هذا الإطار الذي طالما خططت له إسرائيل, فما جرى لا يخدم إلا سياسة الاحتلال التي تحاول منذ أمد بعيد نقل الصراع إلى الداخل الفلسطيني وإلهاء الشعب العربي الفلسطيني عن صراعه مع الاحتلال عبر التناحر بين أطيافه المختلفة واستنزاف قواه الحية. فقد عجزت حكومات إسرائيل المتعاقبة, وخصوصا حكومة الإرهابي أرئيل شارون, عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني وفشلت في محاولات تركيعه رغم كل ممارساتها التعسفية والإجرامية, ولذلك كانت تراهن دائما على بث بذور الفتنة بين الفلسطينيين ومحاولة إحداث شرخ كبير بين السلطة الفلسطينية وحركات المقاومة الوطنية, لكيلا يتوحد الجميع بموقف قوي يجبر إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة ويجعلها تعيد الحقوق إلى أصحابها. واليوم تجد إسرائيل فرصتها السانحة لصب الزيت على النار, فلم تكتف حكومة شارون بإذكاء نار الفتنة بين السلطة وحركة المقاومة الوطنية, بل أعطت أوامرها إلى جيشها المحتل للاستعداد لاقتحام غزة في خطوة متعمدة لتفجير الأوضاع هناك والتنصل من أي التزامات قدمتها للسلطة الفلسطينية حول الانسحاب من قطاع غزة أو تطبيق جزء من بنود خارطة الطريق على ما فيها من عيوب ونواقص. بهذه الصورة تبدو مسرحية الانسحاب من قطاع غزة أبعد ما تكون عن الانسحاب أو تحقيق خطوة نحو السلام, وإنها أشبه بمن يذر الرماد في العيون ويصر على التشبث بمواقفه العدوانية والتوسعية وممارساته الإرهابية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني التي تزداد بشكل مكثف بعد الإعلان عن خطة فك الارتباط مع غزة أو الانسحاب أحادي الجانب منها. ومع كل هذه الأعمال الإسرائيلية التي تخرب عملية السلام وتسد الطرق المؤدية إليها وتسعى لإعادة المنطقة إلى الوراء, فإن المطلوب من أبناء الشعب الفلسطيني احتواء الأزمة بين السلطة وحماس واعتبار الفتنة خطا أحمر لا يجوز تجاوزه من أي طرف فلسطيني مهما كانت الذرائع, ولا بديل عن تعزيز الوحدة الوطنية لأنها السلاح الأمضى في مواجهة الاحتلال والطغيان, والجميع اليوم مسؤولون عن الحفاظ على هذه الوحدة وعدم التفريط ahmadh@ureach.com ">بها. ahmadh@ureach.com |
|