|
معاً على الطريق مشردة حروفي .لا الكتاب يصالحها ولا البلاد تزرعها وتقطف المعاني أيها الزمن المتعب أكثر من الأنهار العطشى أيها الزمن الغريب ..هل رأيت بلاداً تشبه بلادي ؟ فيها ريحان على جباه النساء وفيها نبع دم ونبع أشلاء ، وألم وفيها شاعر أخرس وجندي يبوح بالشعر ويملأ القبور غناء أيها الزمن المريض ..لا مؤرخ عندي ولا أفق تستلقي عليه ، ولا دواء متعبة أنا .. والهواء الملوث يفتك بالعطر والمطر العنيد يأبى الرجوع ويرفض مقايضة الدم كأني لست من الأوغاريتيات ..وجدي ليس حدد ولا لبست عباءة عشتار ولا كتبت شعراً لبعل ولا غنيت - شمرا كأني ما تمشيت صوب جلجامش ولا سرت في ركب حمورابي تناوشني السهام بكل حقد وتكتب أيامي رؤوس بلا أجساد هذا دهر الغرائب .فهل من غريب يعرفني أو يعرف رأسه من رؤوس الأنين لربما قاسيون يعرفني ويعرف دهري الياسمين المدلى على عباءة ابن عربي لربما .. عرفت ..وما عرفت ..وما بعد المعرفة سوى الوجع. .......................... طاف الحزن .وغانيات المعبد يطفن بالبخور طاف الحزن ..وعمّ الخراب في الخراب من أنا .؟ من أنتم ؟ من أين أتى هذا الفناء ؟ كأننا طبخناه في بيوتنا ..و وزعناه على أحبتنا ..لكننا أكلنا قبلهم ..فرحلوا قبلنا ........................... ضاع الكلام وتهدم المعنى كبيت عتيق أبجدية كالحجارة تنهال على رأس القصيدة .. نفر الدم من الحروف .لا جدوى بعد من الحبر هزمت القصيدة وراحت تجرّ تاريخها الدامي .. هزمت الكتب وبقي السيف يركض خلفها إلى أجل غير قريب ................................................... أفسحوا الطريق للظلام قافلة الموت تدق أبوابكم ..أفسحوا الطريق للخراب الذي استضفناه تنام السكاكين في الأوردة وينام القلم في الركام استيقظ القحط في جهات البلاد ..والبلاد سافرت فمن يسقي المغني قصيدة ليذرف بعض الرأفة ومن يسقينا النسيان لنستدل على أسمائنا؟ ............................... آه .على مساءات سكبت حبرها في البحر ونامت على الرصيف آه ..على الذين كانوا هنا ..وهناك كانوا. لم يبق من عناوينهم إلا شهيق الثياب كانوا هنا ..غطوا وجوههم بالغيم ..لم ينتظرهم الغيم ولم يعرفهم المطر كانوا هناك ..صار الرأس هنا ..والبلاد لم تعد هناك ماذا تحمل أيها الغريب؟ هل بلادي في جعبتك؟ |
|