تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأمومة المتأخرة محرجة لبعضهن و فرصة للأخريات

مجتمع
الثلاثاء 17-11-2009م
لينا ديوب

لم تصح توقعات السيدة أم حسام بعد انقطاع دورتها الشهرية، بأنها قد بلغت «سن اليأس» بعد تجاوزها السادسة والأربعين من العمر. ولم تشغل نفسها بالمقارنة بين ما تشعر به وبين ما سمعت به من جاراتها أو من البرامج التلفزيونية عن أعراض ما يُعرف بـ «سن اليأس»(كالهبات الساخنة والشعور بالتعب والإرهاق أو بعض الاكتئاب)

فهي لم ينتابها من الأعراض السابقة الا بعض التعب، الذي كانت تعتبره طبيعيا لانشغالها بخطبة ابنتها البكر، والاهتمام بتخرج ابنها من كلية الاقتصاد، الاأن التعب المتزايد والشهية المفتوحة على الطعام مع الميل الى الطعم الحامض، جعلاها تتذكر أعراض(الوحام) في حمولاتها الأربعة السابقة، الاأنها بقيت تستبعد احتمال الحمل وهي التي تقترب من أن تكون جدة، ولأنها لم تنقطع عن استخدام موانع الحمل الطبيعية بعدما قررت وزوجها بعدم انجاب المزيد، الا أن المولود الخامس جاء رغم تقدم الوالدين بالعمر فألأب تجاوز الستين أيضا، والأخوة الأربعة لم يتقبلو فكرة الأخت الجديدة، وخاصة الابنة الكبيرة التي كانت تقول لوالدتها ماذا أقول لخطيبي وصديقاتي، أما شقيقها الأصغر فامتنع عن الحديث مع أمه، وتقول السيدة أم حسام: كل ما كان يهم أولادي هو نظرة المجتمع وتقبله فكرة الحمل في سن متأخرة، رغم أنهم اليوم بعد قدوم دنيا، يحبونها كثيراً وملأت البيت حيوية.‏

بينما حالة ملك وهي على مشارف الأربعين من العمر كانت على نقيض حال أم حسام، فهي تزوجت متأخرة وكانت تترقب الحمل بقلق، وكان خوفها من أمها وحماتها أكبر من خوفها من زوجها، لأنها تزوجت في سن تعتبر متأخرة ليس بالنسبة لهما فقط بل في المجتمع السوري عامة، إذ أن معظم سيداته يتزوجن في سن صغيرة ما أمكن وينجبن بين سن العشرين والثلاثين، الا في حالات قليلة، لدرجة ان قلقها من نظراتهما يفوق قلقها من مخاطر الحمل بسن متأخرة،وتقول علمت بالصدفة بأنني حامل عندما كنت أزور الطبيب لسبب مختلف وكانت سعادتي لاتقدر وها أنا قادرة على خوض تجربة الأمومة التي تعتبرها ملك لا تعوضّ، بواسطة الاهتمام بأي طفل من أطفال العائلة حتى لو كان ابن الأخ أو الأخت، اختار لي الطبيب الولادة القيصرية، ولم أنقطع عن مراجعته طيلة فترة الحمل، وكررت التجربة في الواحد والأربعين من عمري والسابع والأربعين، ولم أتعرض لمخاطر الحمل لكنني أعاني أنا وزوجي من صعوبة التربية فنحن في عمر نجد فيه صعوبة بالتعامل مع نزق الطفال ولو كنا بسن أصغر لكانت الأمور أفضل.‏

و كما تقول الاختصاصية في التوليد والجراحة النسائية ومراقبة الحمل الدكتورة فاطمة محمد نعيسة، عن أن تقدم عمر الأم يعرض حملها لجملة من المخاطر منها ارتفاع السكر والضغط ، واحتمال متلازمة داون المنغولية بالنسبة للجنين،لكن ذلك لايعني أن نمنع من تقدمت بالعمر من فرصة الأمومة إن رغبت فالطب أوجد طرقاً عديدة للوقاية من كل ما قد تتعرض له، ويمكن فحص السائل الأمينوسي مابين الشهر 14 والشهر 17 من الحمل للاطمئنان على سلامة الجنين، ففي فرنسا مثلا يصبح هذا الفحص مجانا بعد عمر التاسعة والثلاثين لجميع السيدات الحوامل ، وتركز الدكتورة على أهمية أن تتابع الأم حالتها وحالة جنينها دونما ابطاء طيلة فترة الحمل واجراء التحاليل وصور الايكو للوصول إلى ولادة آمنة تحت مراقبة الطبيب المختص، وتؤكد الى عدم حرمان من تقدمت بها السن من الحمل، لأنه هناك أيضا سيدات صغيرة وبمنتصف العشرين يلدن أطفالا منغوليين، وتبقى متابعة الطبيب أهم شيء لكل الأعمار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية