|
الاندبندنت اكتشف «موريس بارك» ويعمل في القطاع السينمائي البريطاني شريط النترات المذكور وتستخدم تلك المادة في التصوير داخل علبة معدنية اشتراها من سوق عتيق بخمسة دولارات تقريباً، استشار «بارك» صديقه «جون دوير» المسؤول السابق في البورد البريطاني لتصنيف الأفلام في هذا الأمر ليجمعا على نقل مادة الفيلم وعنوانه «شابلن في المنطاد» إلى شريط سينمائي وثائقي حديث يرى النور العام القادم لينكب كل من بارك و«دوير» على جمع مبلغ 120ألف جينه استرليني من معارفهما واسرتهما لتمويل هذا المشروع الذي يدعى الآن «عرض فيلم شابلن الضائع» ويتناول مضمونه تصوير «شابلن» لعملية تحليقه في منطاد أحد أبرز صانعي المناطيد قبل قرن من الآن وهو الكونت «فيردنيند فون زيبلين» الألماني الجنسية (عاش بين الأعوام 1838و1917) وذلك فوق الأراضي البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى. انطلق الفيلم من الشارة ووقعها «شابلن» يوم كان يعمل في استوديوهات «كيستون» التي تبنته خلال سنواته السينمائية الأولى ويقترب أسلوب تصوير شابلن في المنطاد من فيلمه الشهير «المتشرد» وتبدأ المشاهد بتمني «شابلن» ركوب المنطاد للعودة إلى بريطانيا مسقط رأسه للمشاركة في الحرب العالمية الأولى ويحلق شابلن في منطاده داخل الغيوم قبل أن يحط فوق أراضي جزيرة الضباب الصلبة وها هو المخرج السينمائي «حماد خان» يتولى مهمة إخراج الفيلم الوثائقي الخاص بشابلن بحلة جديدة من خلال تسليط الضوء على كيفية اكتشاف شريط النترات ومن ثم زيارة «بارك» و«دوير» لأماكن عاش فيها عملاق السينما الصامته في طفولته وعمل فيها قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة مع وقفة في مواقع تصوير سقوط منطاد «زيبلين» (منطقة هيرتفوردشاير) ومن ثم الارتحال إلى سان فرانسيسكو حيث تقع أكبر مساحة لتحليق المناطيد في العالم، فالانتقال إلى الاستوديو الذي يملكه «شابلن» وفي لوس انجلوس سيحط الثنائي البريطاني في «مونتيسيتو» الفندق الذي شيده «شابلن» لاستقبال الأصدقاء، وقد اتصل الصديقان بأسرة الفنان الكبير وورثته للتشاور معهم وتم الاتفاق المبدئي على تسجيل الشريط المذكور فوق اسطوانة مدمجة وطرحها في الأسواق قريباً. ويرى النقاد في «شابلن» قاصاً شعبياً يروي بالكاميرا عصره، كذلك يجده عدد من السينمائيين مؤرخ الفن السابع على امتداد النصف الأول من القرن العشرين وتشهد على ذلك عناوين روائعه الصامتة والناطقة «كالرأي العام» في العام 1923 «وحمى الذهب» 1925 (فيلمه الحدث خلال الحربين العالميتين) «الأزمنة الحديثة» لعام 1936 و«الدكتاتور» وهو أول فيلم ناطق يسخر من هتلر أنتج عام 1940، وكان «أضواء المدينة» قد رافق بدايات نطق السينما القفزة التي رسخت أقدام هذا الفن، وهاهو شابلن يعود إلى واجهة الشاشات اليوم مع اقتراب العام الجديد بعد أن عكفت استوديوهات «بلاك هول» منذ عام 2006 على ترميم اشرطته القديمة ويعمل على تحديثها «ديفيد ثيبرد» حالياً لتقتحم عالم الاسطوانات المدمجة بالصوت والصورة الملونة وذلك على غرار «شابلن» حين أدخل عام 1933 المرسيقا التصويرية إلى أفلامه الساخرة، فشخصية «المتشرد» التي أوصلته إلى المجد بعد الشهرة اكتسب جماهيرية على امتداد القرن الماضي بقبعتها السوداء وحذائيها المثقوبين بعد أن تعاطف الشارع مع شابلن ولم يتجاوز آنذاك سن الـ 24 عاماً. |
|