تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسالة محبة من الأناضول إلى دمشق

ثقافة
الثلاثاء 17-11-2009م
أمل سليمان معروف

برعاية كل من وزارة الثقافة و السفارة التركية بدمشق و بمناسبة مرور الذكرى الثالثة و السبعين على رحيل مصطفى كمال أتاتورك إلى دار الخلود، أحيى الفنان التركي العالمي طولويهان أوغورلو أمسية عزف على البيانو في دمشق مؤخرا

قدم من خلالها رسالة من الأناضول حديقة الشمس كما كان يسميها المصريون القدماء إلى سورية الجميلة مجد فيها علاقات الأخوة السورية التركية كعلاقات أبدية.‏

و في لقاء مع الثورة أكد أوغورلو أنه كفنان سعيد جدا بالتقارب الأخير الذي تشهده العلاقات السورية التركية.‏

حيث يطمح الفنانون دوما نحو إزالة الحدود بين الدول و العيش في حالة توافق وحوار مستمر فيما بين الشعوب. و أشار إلى وجود كثير من الأمور التي تجمع شعبينا على الرغم من وجود بعض الفوارق الطفيفة في ثقافتينا.‏

و أنه كسفير للصداقة و المحبة موجو د في سورية لتسليط الضوء على القيم و الثقافة في هذه المنطقة و سيسعده قيام الأخوة من الفنانين السوريين بتقديم فنهم في تركيا أيضا.‏

و أوضح أوغورلو إعجابه الشديد بجرأة الجمهور السوري الذي انسجم مع المعزوفات الموسيقية التي قدمها في حين أن مثل هذا الأمر لا يمكن حدوثه في أي عاصمة أوروبية رغم أن هذا النمط من الموسيقا غريب عنهم بعض الشيء. مما يدل على أن الشعب السوري منفتح على الآخر و هذا غير موجود لدى المتلقي الأوروبي الذي يهتم بموتزارت و بيتهوفن و غيرهم ممن سمعهم مئات المرات و حفظهم.‏

و عن الرسائل التي عرف بنقلها عبر معزوفاته الموسيقية التي لا توصف بالرومانسية دائما و التي خرج فيها إلى أماكن غير مألوفة كإقامة الحفلات في مواقع أثرية مثل حفلته الموسيقية التي أقامها على جبل نمرود ليوجه بها رسالة سلام إلى العالم أجمع ، يقول أوغورلو:‏

أحمل عددا من الرسائل عبر معزوفاتي و منها رسالة السلام فالسلام دائما فيه حركة و حتى حالة الجمود لدى الكائنات فيها حركة وهي أشبه بالسماء التي تبدو صافية و ساكنة و لكنها في الحقيقة مليئة بالحركة و لكنها متوافقة. و طبعا هناك شيء آخر له علاقة بموضوع هذا الحفل فقد كنت حقيقة أوجه هناك بعض الحزن و الألم في هذه المعزوفات وقد أظهرت حضارة و قيم الشرق الأوسط وهذه الشعوب هنا تاريخها مليء بالآلام و الأحزان، تاريخ قام على العديد من المعارك و الملاحم عديدة جرت في التاريخ لا يمكن أن تظهر ذلك من خلال موسيقا رومنسية دائما.‏

رافق أوغورلو في عزفه على البيانو، الأستاذ كمورات على الناي و يعزو ذلك إلى رمزية الناي كآلة محلية تسير جنبا إلى جنب مع آلة البيانو العالمية. إذ أن هناك الكثيرين ممن يتخذون مواقف سلبية من الآلات الموسيقية المحلية لافتا إلى أن إلغاء آلة محلية يعني إقفال الباب أمام حضارة كاملة لأن كل آلة محلية تمثل ثقافة شعب. فكل آلة تأتي من حضارة مختلفة و عندما تتوحد هذه الآلات يظهر التوافق بينها و التوافق يعني الديمقراطية و وجود هاتين الآلتين معا من الشرق و الغرب يعني أن الشرق والغرب في حالة حوار.‏

لم يكتف أوغورلو بالموسيقا و حسسب بل أخذنا في رحلة عبر التاريخ ليحكي لنا عبر فيلم فيديو بعض القصص التي أثرت في تاريخ المنطقة و أثرت في العالم أجمع.‏

و في نهاية الأمسية تحدث أوغورلو بكل الحب عن جولته القصيرة إلى دمشق و سعادته بالجولة التي قام بها في شوارع دمشق الحبيبة كما قال مؤكدا أنه إذ يغادر دمشق اليوم فإنه يترك نصف قلبه فيها متمنيا العودة القريبة إن شاء الله.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية