|
القاهرة قمة الغضب والسخط كانت في محافظة سوهاج التي شهدت تظاهرات كبيرة ترفض زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للمحافظة تخللتها اشتباكات بين عناصر جماعة الاخوان والمتظاهرين الذين حملوا نعشاً تعبيراً عن وفاة نظام الاخوان. وقطع المتظاهرون جسر أخميم على النيل المؤدي إلى الاستاد الرياضي والذي يقام فيه المؤتمر بعد منع أجهزة الامن لهم من اختراق الحواجز المقامة في تلك المنطقة وسادت المحافظة حالة من الاستنفار الامني واغلاق الشوارع والجسور. وحمل المتظاهرون الذين مثلوا قوى واحزاب معارضة منها جبهة الانقاذ والتيار الشعبي وحركات 6 أبريل وكفاية وكاذبون باسم الدين نعشاً رمزياً تعبيراً عن وفاة النظام كما حملوا صورة للصحفي الشهيد الحسيني أبو ضيف ابن سوهاج. وشهدت المحافظة حالة من الغضب والسخط بين الجماهير بعد ان تجمع الالاف من المصريين امام بوابة الاستاد الرياضي بسوهاج مطالبين بحل مشكلاتهم من توفير مساكن وتوصيل كهرباء ومياه لمساكن الاسكان الشعبي. وخلال التظاهرات أكد التيار الشعبي اعتداء أفراد قوة تأمين الرئيس مرسي خلال زيارته إلى سوهاج على أحد أعضاء التيار. وقالت صفحة التيار الشعبي: أصيب الناشط محمد فتحي عضو حزب الكرامة وعضو مكتب الشباب بالتيار في سوهاج نتيجة اعتداء وضرب من قوات تأمين مرسي خلال زيارته للمحافظة. وفي القاهرة نظم المئات من أعضاء رابطة مشجعي النادي الاهلي التراس أهلاوي وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام المستشار طلعت عبد الله في دار القضاء العالي للمطالبة بالافراج عن زملائهم الذين تم القبض عليهم في أحداث المنوفية الاخيرة. وكان 38 شخصاً من أعضاء الرابطة تم القاء القبض عليهم بتهم الانتماء لمجموعة غير قانونية أو دستورية ومحاولة اشعال محكمة المنوفية يوم الاربعاء الماضي أثناء نظر قاضي المعارضات في قضية محمد جمال هلال عضو الالتراس والذي تم تجديد حبسه لمدة 15 يوماً. وفي القاهرة أيضا قطع العشرات من أصحاب المخابز أمس الطريق أمام مقر وزارة التموين بعدما اقتحموا مقر الوزارة واعلانهم الاعتصام حتى رحيل وزير التموين باسم عودة. وعلى الصعيد الامني وصلت 3 سيارات أمن مركزي أمس لمقر المركز العام لجماعة الاخوان المسلمين بالمقطم لتأمينه بالتزامن مع دعوات عدد من نشطاء للتظاهر أمامه. الى ذلك أصيب سبعة اشخاص بجروح أمس جراء اشتباكات وقعت بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي بالتزامن مع الاجتماع الوزاري المصغر الذي عقده مرسي باستاد محافظة سوهاج وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة الامر الذي دفع قوات الامن المركزي إلى التدخل والفصل بين الطرفين باستخدام القنابل الصوتية. وفي القاهرة وقعت اشتباكات أمام مقر مكتب الارشاد لجماعة الاخوان المسلمين بالمقطم بين متظاهرين وعناصر تأمين مقر جماعة الاخوان المسلمين. وذكرت وسائل اعلام مصرية نقلا عن بعض المتظاهرين ان عددا من الحرس الخاص بمكتب الارشاد لجماعة الاخوان اعتدوا على المتظاهرين والصحفيين بالضرب ومنهم أحد محرري المصري اليوم وجريدة فيتو ما أسفر عن اصابة عدد منهم بجروح وكدمات في وجوههم. من جهتها اكدت قناة روسيا اليوم اصابة مصور تابع لها في رأسه وتحطم كاميرته جراء هجوم نفذه انصار لجماعة الاخوان بينما كان طاقم القناة يغطي قيام بعض النشطاء برسم غرافيتي قرب مقر الاخوان المسلمين في منطقة المقطم بالقاهرة. وذكر موقع القناة ان الطاقم الصحفي فوجئ بهجوم من انصار الاخوان عليه ما ادى إلى اصابة المصور في رأسه بجرح استدعى نقله إلى المستشفى مع تكسير الكاميرا واخذها. وقال افراد طاقم روسيا أمس ان الكاميرا كانت هناك لمتابعة اي تطور قد يحدث خلال رسم الغرافيتي لكن لم نتوقع ان تمضي الامور بهذا السوء. وفي سياق آخر أدانت جبهة الانقاذ الوطني المصرية بقوة حوادث الاعتداء على المواطنين المصريين العاملين في ليبيا والتي تكررت في الاسابيع الاخيرة وانتقدت صمت النظام المصري تجاهها. وقالت الجبهة في بيان لها ان حوادث الاعتداء على المواطنين المصريين شملت كذلك الاعتداء على كنائس مصرية واعتقال مواطنين مصريين كما يجري ابعاد المصريين من ليبيا بطريقة مهينة بعيدة عن المعايير الانسانية ومن دون اتخاذ أي اجراءات قانونية مناسبة أو ضمان حقوق العمال المصريين. إلى ذلك قررت السفارة الليبية بالقاهرة تعليق العمل بكل أقسامها بما في ذلك الشؤون القنصلية وخدمات المواطنين حتى اشعار آخر. وقال السفير عاشور بو راشد سفير ليبيا لدى القاهرة في تصريحات خاصة لصحيفة اليوم السابع المصرية: ان هذا التعليق بسبب تواجد عدد من المعتصمين الاقباط أمام مقر السفارة وتعرضهم لكل من يتقدم للسفارة لانهاء اجراءات خاصة به مشيرا إلى ان قرار التعليق اتخذته السفارة وهي مجبرة حفاظاً على سلامة أعضاء السفارة وعلى المترددين عليها من الليبيين والمصريين وحتى لا يحدث ارباك أو تزيد الامور تعقيداً. من جهته أكد محمد العرابي نائب رئيس حزب المؤتمر ووزير الخارجية السابق أن الحكم الحالي ليس لدىه الاستعداد للتحاور أو سماع الآخرين مشيرا إلى أن كل المبادرات المطروحة على الساحة حاليا تأتي في اطار تجميلي للمواقف ولن تدخل في اطار واقعي. يأتي ذلك في وقت حملت شخصيات سياسية ومنظمات حقوقية وصحف مصرية مرسي ووزارة الخارجية المصرية مسؤولية التقصير في حماية المصريين المسيحيين والكنائس المسيحية من بطش السلطات الليبية والجماعات الدينية المتطرفة التي مارست الترهيب والتعذيب والقتل بحق المصريين الاقباط وحرق الكنائس وتدميرها في ليبيا. واتهم النائب هيلا سلاسي غني ميخائيل رئيس الكتلة البرلمانية للمصريين الاحرار ونائب المنيا بمجلس الشورى في تصريحات صحفية وزير الخارجية المصري بالتقصير مبديا دهشته من غياب الهوية والكرامة الانسانية للمصريين بالخارج كما اتهم مجلس الشورى بأنه يكيل بمكيالين خصوصا عندما ذهب مستشار الرئيس للشؤون الخارجية بنفسه لحل قضية المعتقلين من الاخوان المسلمين في دولة الامارات. كما حمل أحمد شبيب رئيس المركز العربي لحقوق الانسان بالمنيا الرئيس مرسي ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية المصرية مقتل المصري عزت حكيم عطا الله. وأدان نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان والمتابع لقضية المسيحيين المحتجزين في ليبيا موقف مرسي والحكومة المصرية المتخاذل في التعامل مع قضية المحتجزين الاقباط في ليبيا مطالبا بارسال لجان تقصي حقائق دولية إلى ليبيا للوقوف على حقيقة ما جرى للمسيحيين هناك. من جهتها افردت صحيفة التحرير المصرية ملفاً خاصاً عن الرحلة المليئة بالآلام لعشرات الاقباط بمحافظة المنيا المصرية الذين تم احتجازهم وتعذيبهم بالسجون الليبية بتهمة التبشير والتي بدأت بالهروب من الاوضاع المتردية التي تعيشها مصر من شعور بالظلم والقهر والتهميش وانتهت بالوقوع في أسر الاضطهاد في ليبيا. وقالت الصحيفة انه رغم قسوة ما تعرض له هؤلاء الابرياء فان موقف الحكومة المصرية توقف عند حدود الشجب والادانة والاستنكار وهو ما أثار موجة الغضب العارم بين الاوساط السياسية والقبطية والاسلامية لدرجة اتهام الرئاسة بأنها تكيل بمكيالين فيما يتعلق بالمصريين المسجونين في الخارج ودللوا على ذلك بموقفها مع المنتمين إلى جماعة الاخوان في الامارات وبموقفها مع المحتجزين الاقباط في ليبيا. |
|