|
الأحد 17-3-2013 وهل الديكتاتورية الأميركية والأوروبية التي ترتدي جلباب الطهر المنسوج من أحابيل الشيطان الرجيم، وحلفاؤها الأعاريب هم أنفاس الزمن الملوث بالأعاجيب المنشقة من ظهور الغيب والمجد التليد؟ ربما الأصح القول واأسفاه على أمة تترنح منتشية بسقوط فلسطين في براثن التنين الصهيوني ، وحكامها غافلون عن اعتقال الأطفال، والنساء الفلسطينيات اللواتي يعذبن ويغتصبن داخل السجون الإسرائيلية وما من ناصر أو معين! واأسفاه على أمة كل أهدافها خدمة الصهيونية العالمية، من خلال العمل على الفتك بسورية بحقد أعمى وخطط همجية جاهلية، لا تفسير لها في قواميس الأخوة العربية، ولغة الضاد المتخمة بالمشاعر العاطفية وتوصيفات النخوة وأصالة المحتد والاستجارة بالاخ والشقيق في الزمان الصعب . هنا يستبد بنا العجب من أمة شح نبضها القومي، وشرعت بدق صناجات الانهزام والتقهقر ، ودخلت غير مبالية في دائرات التهويد والأمركة والموت الزؤام المفتوح على كل الاحتمالات ، دون مبالاة بموت الأطفال وتشردهم، ودموع الأمهات الثكالى، وأنين الشيوخ ، وعري البنات الصغيرات المعروضات للبيع في أسواق النخاسة والرقيق،والأجساد المقوسة من تعب الترحال المؤلم وولائمه العجائبية. ترى لماذا لا تستفز، هذه الحالات المربكة في تحولاتها المنافية للشرائع السماوية ، والسلوكيات الأخلاقية، والمكونات القومية الوطنية، الحكام العرب؟ أين نحن من معتصم جديد؟ لماذا لا يخرج الشعب العربي من أقصى المحيط إلى امتداد الخليج كي يعلن على الملأ ، دون خوف أو وجل ، الوقوف صفا واحدامن أجل المطالبة بإيقاف الهجمة الاستعمارية الجديدة على سورية الواقفة بالمرصاد للعدو الصهيوني، والمتصدية بقوة وثبات من أجل الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني بالعودة سالما إلى وطنه المنكوب، منذ أكثر من أربع وستين عاما، باغتصابه من العدو الصهيوني بقانون وفرمان دولي؟ أين السيوف المسنونة التي تتبارى في ساحات الوغى دفاعا عن الحق السليب والكرامة العربية المهدورة في أروقة جامعة الدول العربية المرتهنة لإملاءات الاستعمار الجديد ؟ لماذا يعتبر وقوف الرئيس العربي المقاوم بشار الأسد في ساحة الوغى دفاعا عن بلده جريمة لا تغتفر؟ ترى هل يقفون على الحياد في حال تعرضت بلادهم للمؤامرات التفتيتية كما هو حاصل في سورية؟ لماذا يعتبر قانونيا كل ما يكتب في شرائعهم المتحايلة على مصلحة الشعوب،ويعتبر محرما على سورية الدولة القادرة المقتدرة، التي استطاعت خلال أربعين عاما إثبات وجودها كقوة لها وزنها في المعادلات الشرق أوسطية، القيام به؟ لماذا التغاضي عن تصريحات فرنسا وبريطانيا اللتين تريدان تدمير سورية وإفناء شعبها ، في الوقت الذي تدار فيه عملية إرساء الحوار بين الدولة والمعارضة من أجل السلام في سورية والمنطقة بكاملها، من قبل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ومن خلفهما إيران والصين؟ لماذا يتم وضع المواطن السوري العربي في دائرة الموت المجاني المحتوم؟ ترى هل من المنطق والعدل العمل على القضاء على بلد كسورية من أجل إزاحة الرئيس المؤتمن من قبل جيشه القوي وشعبه المؤمن بقيادته الحكيمة بإدارة شؤون البلاد؟ أين هي الشرائع الأخلاقية المسكونة بدستور الصراط المستقيم من القبول والموافقة على تنفيذ ودعم هذه الأفعال الإجرامية التي تتعامل من خلالها معظم الدول العربية، وعلى رأسها الجامعة العربية على تدمير سورية وتمزيقها، وقتل شعبها وتشريده وتجويعه، وفي الوقت نفسه تتغافل عن شد الأبصار والبصائر باتجاه العدو الصهيوني الذي ينتهك المعاهدات والقرارات الدولية بشكل سافر ومستمر؟ ما يبدو جليا للعيان أن الدول العربية الحليفة للسياسة الصهيوأميركية باتت تلف حزاما ثلجيا على العلاقات الأخوية ، مفضلة السير في ركاب المستعمرين الجدد، الذين يبغون هلاكهم دولة دولة، وتفرقتهم أيدي سبأ، وهم على غفلة من أمرهم؟ تتحفنا فرنسا وبريطانيا العريقتان كما يقال في الديموقراطية! برفع الصيحات والنداءات من أجل تسليح العصابات الإرهابية التي تدمر سورية وتهجر شعبها،وإسقاط الحظر الأوروبي عبر إرسال السلاح إليها من أجل استكمال المخطط المرسوم، وفي الوقت نفسه يتم التغاضي عن حق الدولة السورية بالمحافظة على سيادتها واستقلالها! ربما هم يفتحون، من خلال هذا الفعل اللاقانوني في الأعراف الدولية ، شهيتهم على حرب كونية جديدة، تعيد لهم أمجادهم الغابرة في بلاد الشام ، حيث ربما يشتهي لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا القول مجددا : ها قد عدنا يا صلاح الدين! وينسى أن الأزمان السالفة الذكر إلى انحسار، وأن سورية اليوم هي شعلة الضوء المقاوم في زمن الردة والفجور، وأن أحرار الوطن العربي وحلفاء سورية الأحرار، لن يتركوها تخوض معركة الوجود والشرف العربي وحدها في الساح، لأن معركة المصير التي ستفرض بديلا للحوار، والتي تتناتشها حثالة من القيادات المتصهينة باسم الإسلام، قد تم تجهيزها في ليلة غفلة، كي تقوم بدورها الشرير في فكفكة العالم العربي، من شرقه إلى غربه بأياد عربية المولد، وضمائر مصابة بضبابية العقول. مع العلم أن سورية لن تكون جرعة دواء شافية لمن يعمل على مسحها عن الخارطة القومية العربية، لأنها ما زالت قادرة على حرق المتآمرين من الخليج إلى المحيط، حيث أرياح غضبها لن تعف عن الانتقال إلى بلادهم المسكونة بالشرور ، ولات ساعة مندم. |
|