|
منطقة حرة ومنذ فترة قام أحدهم وهو ممن استلم سابقا مواقع اقتصادية وكان مثالا للفشل في نتائجه المحققة، وبدأ يسهب بالكلام عن الاقتصاد السوري ومشاكله وابتعاده عن الاندماج الايجابي مع الاقتصاد العالمي وخاصة الغربي، مدعيا أنه يمتلك بوصلة الحقيقة، وأسهب في الحديث عن التجربة الغربية ودول مجموعة العشرين، ولست الآن بصدد الردّ عليه لكن لابد من القول أن الخارطة الاقتصادية العالمية قد تغيرت وظهرت قوى اقتصادية جديدة لها بصمتها الخاصة على الساحة العالمية من دول مجموعة البر يكس وشانغهاى والميركسور والألبا وسيلاك...الخ، وأن دول مجموعة العشرين ليست دليلا للنجاح, وبأن النتائج التي حققتها وحسب تقاريرها تتناقض مع إدعاءاتها حول تحرير التجارة الخارجية ( مستوردات وصادرات )، وأنها لاتهتم كثيرا بالمواثيق والاتفاقيات الدولية الموقعة إلا بما يخدم مصالحها فقط دون الاكتراث بالدول الأخرى، وكتأكيد لما أقوله سأعتمد على تقرير مجموعة الدول العشرين في اجتماعها الأخير وخاصة في مؤشر الانفتاح التجاري,والذي اعتمد على دراسة التجارة الخارجية ومن واقع /72/ دولة منها 35دولة متقدمة و37 دولة نامية وبما يغطي 95% من المستوردات العالمية من السلع والخدمات، والهدف من هذا المؤشر هو معرفة مدى تحرير التجارة الخارجية وتحديد الوسائل المساعدة على تسهيل تحرير التجارة الخارجية واعتماد قواعد أكثر مرونة، ويتمّ اعتماد هذا المؤشر من قبل غرفة التجارة الدولية للأسواق المفتوحة في تقريرها السنوي منذ عام 2010، وتوفير معلومات للمهتمين بأمور التجارة الدولية وبالتالي تبيان مدى تأثير السياسات الحكومية في الانفتاح التجاري من خلال تدفقات رؤوس الأموال الدولية وتقييم البنية التحتية للتجارة، وتمّ وضع علامات تتناسب مع واقع كل دولة وتراوحت بين المستويات التالية ( ممتازة - فوق المتوسط – متوسط - دون المتوسط – ضعيف جداً )، ويعتمد هذا المؤشر على /4/ مؤشرات فرعية وهي : 1- مقدارات لانفتاح التجاري للدولة المدروسة من ناحية الاستيراد والتصدير. 2- جوهر ومضمون سياستها التجارية والضوابط والتسهيلات الناظمة لها . 3- تدفقات حجم رؤوس الأموال بين الدولة المذكورة والدول الأخرى. 4- مستوى البنية التحتية للتجارة الخارجية. وكانت النتائج مخالفة للإدعاءات الغربية ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر : * دولتان حصلتا حسب هذا المؤشر على درجة ممتازة وهما هونغ كونغ وسنغافورة. * 23 دولة حصلت على درجة فوق المتوسط من حيث الانفتاح ومن خصائص هذه الدول أن أغلبها عدد سكان كل منها أقل من 15 مليون نسمة باستثناء ألمانيا التي احتلت المرتبة 19 وهي أعلى درجة في مجموعة العشرين ثمّ تلتها كل من بريطانيا والسعودية وفرنسا واستراليا. * كان ترتيب أمريكا في الترتيب 39/72 واليابان في المرتبة 43/72و البرازيل في المرتبة الأخيرة من دول مجموعة العشرين. * كان ترتيب كل من (الصين والمكسيك وروسيا والأرجنتين والهند ) في المرتبة دون الوسط. وبعد هذه النتائج اضطرّ رئيس غرفة التجارة العالمية ( جيرالد ورمز) للقول [ أنّ خطر الحماية المتزايد ضمن الاقتصاديات العالمية الرئيسية مثير للقلق وأكدّ ذلك أيضا الأمين العام لغرفة التجارة الدولية ( جاي غي كاربر) بقوله إنّ هذا المؤشر يلقي الضوء على قياس مدى تأثير السياسات الحكومية على انفتاح الأسواق ونأمل أن يلقي الضوء النسبي للأداء التجاري لهذه البلدان ، فهل بعد هذه النتائج يمكن الركون والثقة بما يصدر من فتاوى عن هذه الدول وأن نستسلم لادعاءاتها، وما المانع أن يكون لدينا دراسات علمية عملية عن واقعنا الاقتصادي، وقناعتنا لاتوجد مشكلة اقتصادية إلا وتحمل في طياتها بذور حلها. |
|