تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تقرير: ليبيا نموذج «الفوضى الخلاقة».. بلد مقسم وميليشيات تنشر الخراب

دمشق
سانا
أخبار
الأحد 17-6-2012
بلد مقسم تحكمه ميليشيات مسلحة متنازعة تنشر الخراب والفوضى هو ما قدمته الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو للشعب الليبي الذي بات يترحم على أيام سابقة كان ينعم فيها بالأمان والاستقرار

قبل أن تغزوه قوى الشر الغربي وعملاؤها في أنظمة الخليج تحت مزاعم تحقيق الحرية والديمقراطية وتفسح المجال بعد إسقاط الدولة الليبية لنشاط مجموعات وكتائب مسلحة لرسم أجندة جديدة واستغلال الدول وسرقة الشعوب عبر ما تسميه الفوضى الخلاقة.‏

ولا يخلو يوم من ورود أنباء عن اشتباكات وسقوط ضحايا لجرائم الكتائب والمجموعات التي سلحتها ومولتها واشنطن وأتباعها في قوى الغرب لتتقاتل فيما بينها وتفرض معتقداتها ورغباتها على شعب ليبيا بقوة السلاح والإرهاب ما أدى خلال الأيام الماضية إلى سقوط عشرات القتلى في الكفرة بين ما يسمى قوات درع ليبيا وقوات التبو وتواصلت في ذات الوقت الاشتباكات في درنة والمواجهات بين الزنتان ومزده وشقيقة فضلا عن المواجهة المستمرة والقصف بصواريخ الغراد على المدنيين العزل في الشقيقة.‏

وكالعادة دائماً فإن الفوضى حين تعم أي بلد لابد أن تطول الجميع وخاصة أن بعض المجموعات المسلحة تخرج عن سيطرة أسيادها وداعميها لتعمل لأجنداتها الخاصة وهو ما حصل بحسب محللين مع كتيبة الزنتان التي ما زالت تحتجز أعضاء وفد المحكمة الجنائية الدولية على الرغم من مطالبة واشنطن وحلف الناتو ومجلس الأمن بإطلاق سراحهم.‏

ويوماً بعد آخر تتصاعد وتيرة العنف القبلية والجهوية في ليبيا وسط تعتيم إعلامي وصمت غربي واكب الأزمة وصنعها هناك لتحقيق مصالحه التي بالطبع ليست توفير رغد العيش وحرية التعبير للشعب الليبي وإنما تدمير دولته وإغراقها بالفوضى تمهيداً لتعيين حكومة ضعيفة مرتبطة به تعمل على تحقيق أجنداته المتمثلة بالسيطرة على النفط الليبي وهذا ما يحصل حالياً.‏

ويرى مراقبون أن صمت المجلس الانتقالي الليبي وتجاهل الحكومة لما يحدث مع استمرار صدور فتاوى التحريض على سفك دماء قبائل ليبية وبث مشاعر الفرقة والفتنة يفضح دورهم في الانفلات الأمني الذي تشهده المناطق الليبية تحت عناوين الديمقراطية والحرية التي ستؤدي بالنهاية إلى ضرب وحدة البلاد.‏

وعلى الرغم من أن ضرب وحدة ليبيا وإدخالها في حرب أهلية لم يعد خافياً على أحد دور الولايات المتحدة فيه لا يتوقف المسلحون والمجلس الانتقالي عن الصاق كل ما يجري في ليبيا بما يسمونه فلول نظام الحكم السابق متناسين أن الأسلحة والاموال التي بين أيدي الميليشيات المسلحة هي من تقديم واشنطن وحلف الناتو وأنهم هم أنفسهم من دعوا ورفعوا السلاح بوجه أبناء وطنهم وسفكوا دماءه.‏

ومع خطورة ما يحصل ووسط كل هذه الفوضى والانفلات الأمني والاشتباكات القبلية اليومية في ليبيا التي تعيش أجواء الحرب الأهلية يتساءل الليبيون عن دور الجامعة العربية التي أوصلتهم إلى هذا الدرك وأسباب غيابها عن أي إدانة أو بحث لما يحصل في بلادهم التي أعلنت مشاركتها ببعثة مراقبة للانتخابات التشريعية المقررة أوائل الشهر القادم.‏

ويعتبر محللون سياسيون أن الجامعة العربية المسلوبة من أنظمة الخليج وبعد أن انتهكت ميثاقها وسلمت ليبيا إلى قوى الغرب الاستعماري ليعيثوا فساداً بأرضها ويسرقوا ثرواتها تضطلع اليوم بدور تآمري جديد على دول عربية أخرى يشغلها عن الشأن الليبي الذي أنهت دورها فيه بتقديمه على طاولة الغرب لتقسيمه والعدوان عليه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية