تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أفغانستان ...أمراء حرب.. وتجار مخدرات

موقع: INFO WARS.COM
ترجمة
الأثنين 18-6-2012م
ترجمة: حسن حسن

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن هاجي باغشو، حذر من سجنه الأفغاني، من استمرار تجارة المخدرات في أفغانستان. وباغشو تصفه السلطات الأميركية

بأنه من «أبرز مهربي الهيرويين في العالم والذي يستخدم عائدات بيعه لدعم حركة طالبان».‏

لكن قضية باغشو ليس لها أهمية مقارنة بما تفعله وكالة الاستخبارات الأميركية التي أفلتت من فخ كان منصوباً لها، ببساطة لأن هذه الوكالة لاتحب المنافسة.‏

وحركة طالبان، هي نفسها منظمة من صناعة وكالة (السي آي ايه) كانت قد قامت بتحريم انتاج الأفيون وزراعة الخشخاش بعد توليها الحكم الذي أعقب هزيمة السوفييت في أفغانستان وقد وصفت منظمة الأمم المتحدة هذا النجاح باستئصال هذه الآفة من أفغانستان بـ «الباهر» وقد اعتبرت أن مامن آخر بمقدوره وضع هذا البرنامج حيز التنفيذ ففي تشرين أول 2001، اعترفت الأمم المتحدة أن طالبان تمكنت من تقليص إنتاج الأفيون من 3300 طن في العالم إلى 185 طناً. لكن بعد الاجتياح الأميركي تحولت أفغانستان إلى أكبر منتج للهيرويين في العالم، فقد أنتجت 3750 طناً عام 2002 وفي عام 2006 تجاوز هذا الرقم سقف الإنتاج ليصل إلى 6100 طن.‏

وقد أشار إلى ذلك وليام بلوم في كتابه «أمراء المخدرات الحقيقيون» بالقول «بدأ المجاهدون المدعومون من السي آي ايه والذين كانوا جزءاً من تحالف الشمال بتجارة المخدرات عندما كانوا يحاربون السوفييت والحكومة الأفغانية الموالية لهم».‏

وقد كتب ميشيل شوسدوفسكي عام 2007 أن «الهلال الذهبي لتجارة المخدرات التي أطلقتها وكالة السي آي ايه في بداية سنوات 1980، استمرت في حمايتها بالتعاون مع قوات الاحتلال الأطلسية والجيش البريطاني، ومؤخراً، زادت قوات الاحتلال البريطانية من وتيرة زراعة الخشخاش، وذلك بواسطة «البرامج الاعلانية الإذاعية المدفوعة الثمن».‏

وكانت القوات الأميركية قد تلقت أوامر نوعية تقضي بغض الطرف وتجاهل الخشخاش والأفيون والهيرويين إذا مااكتشفوا ذلك أثناء القيام بالدوريات.‏

وكان أحد جنود القبعات الزرق السابقين «القوات الخاصة» التابعة للأمم المتحدة قد ذكر للكاتب جيمس رايزن عام 2003 أن مساعد وزير الدفاع الأميركي بوبي تشاركز قد اشتكى من أن «وزير الدفاع رامسفيلد لم يكن يريد أن يجعل من محاربة المخدرات أحد المهام الكبيرة للجيش الأميركي».‏

وفي عام 2010، كنا قد عقبنا على تقرير نشرته فوكس نيوز حيث أجرى جيرالد ريفييرا حديثاً مع أحد جنود الاحتلال الأميركي فيما يخص دعم الولايات المتحدة لتجارة المخدرات في أفغانستان، وقال فيه أنه لم يكن يحب دعم إنتاج الأفيون الأفغاني لكن الولايات المتحدة كانت تريد عن طيب خاطر تحويل الأنظار عن زراعة الخشخاش واختلاق الأعذار والتذرع بحساسية سكان المناطق المحلية.‏

وكتبت الفايننشال تايمز قبل زلة القدم الطالبانية، كانت تعمل وكالة السي آي ايه بالتعاون مع الاستخبارات الباكستانية لتحويل عوائد تجارة المخدرات وتمويل الأنشطة السرية. أضف إلى ذلك، أنه من دون تجارة المخدرات، فإن الاقتصاد الباكستاني الحقيقي سوف يكون عرضة للانهيار. وأن القسم الأكبر من هذا المال يجري ايداعه في المصرف العقاري والتجارة الدولي، وهو المصرف الذي تقوم وكالة الاستخبارات بغسيل المال القذر من خلاله، وإخفاق عائدات تجارة المخدرات وتوظيفها في جرائم مالية أخرى.‏

إن هذا التأثير السلبي على جهود مكافحة إنتاج وتجارة الأفيون، دفع البعض نحو تفسير كل هذه الأحداث في نطاق «نظرية المؤامرة» أي استجلاب غضب الولايات المتحدة والعالم على «طالبان والقاعدة» ومن تدميرهما وعودة إنتاج وتجارة الأفيون ومشتقاته من المورفين والهيرويين إلى سابق عهده. أما البعض الآخر، فيرى في التاريخ الحديث لتجارة الأفيون في أفغانستان. دليلاً آخر قاطعاً على عبثية السياسة الأميركية الدولية وغطرستها الأحادية. فحسب هذا الطرح قامت الولايات المتحدة من خلال أجهزتها الاستخبارية بدعم وتشجيع زراعة الأفيون في أفغانستان أثناء حرب المجاهدين مع الاتحاد السوفييتي، كوسيلة مباشرة ورخيصة لتوفير الدعم المالي لهذه الحرب. وبعد خروج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان واختلاف المجاهدين مع السياسات الأميركية، تحول أصدقاء الأمس إلى أعداء اليوم والغد، ولم تنفك وسائل الإعلام الغربية تشن الهجوم بعد الآخر على المجاهدين وحكومة «طالبان».‏

لكن فات وسائل الإعلام تلك والقوى الخفية المحركة لها، ذكر حقيقة أن أسعار الهيرويين في شوارع نيويورك ولندن قد زادت بشكل كبير. وفات أيضاً ذكر الأصوات التي ارتفعت مطالبة بتوفير الدعم المادي للمزارعين الأفغان خلال تلك الفترة كي يتمكنوا من التخلص نهائياً من اعتمادهم الاقتصادي على محصول الخشخاش، وهي الأصوات التي وقعت على آذان صماء.‏

 بقلم: كوت نيمو‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية