تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لمن تقرع الأجراس في مصر اليوم ؟

شؤون سياسية
الأثنين 18-6-2012م
بقلم: نواف أبو الهيجاء

هل شهدت مصر ( انقلاباً ) يوم الخميس 14 من شهر حزيران الجاري ؟هل ماصدر من حكم المحكمة العليا الدستورية المصرية ببطلان ( قانون العزل ) وببطلان انتخابات ثلث أعضاء البرلمان المصري يعني حدوث انقلاب على الثورة التي قامت منذ يوم الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني من عام 2011؟

بعض القوى المصرية اعتبرت ماحدث انقلاباً – بحماية دستورية – لأن أحكام الدستورية العليا قاطعة وتنفذ تلقائياً . بيد ان روايات أخرى رأت العكس تماما . معنى ما حدث هو أن أحمد شفيق فاز بالبقاء في المعركة الرئاسية في الجولة الثانية . وبالتالي فان الامور تسير بشكل طبيعي مادام المجلس العسكري يقوم مقام الرئيس حتى يسلم السلطة لرئيس مدني منتخب .‏

النتيجة التي كانت هي حل مجلس الشعب وايضا حل الجمعية التأسيسية للدستور وايضا حل مجلس الشورى كذلك . تنادى الثوار وشباب الثورة والقضاة والمعنيون والمحامون الى شن حملة ضد ماصدر عن المحكمة الدستورية العليا .بمعنى أن هناك من آمن بوجود ( مؤامرة ) ضد ثورة الشباب .‏

المنافسة على الرئاسة تكرست اذا بين أحمد شفيق ( المحسوب على النظام السابق ) ومحمد مرسي ( الممثل عن الاخوان المسلمين) .وبالنتيجة فان الشعب سيختار بين أحد اثنين إما ما يقال انه عبارة إعادة إنتاج السلطة المهزومة واما الخضوع لحكم المرشد .‏

بعد صدور الحكم ألقى أحمد شفيق بيانه الختامي الذي بذل فيه الكثير ووعد فيه المصريين بدولة مدنية ومتقدة وتجعل مصر جنة ولجميع المصريين . ومع أنه تحدث طويلا عن الوعود واكثر منها إلا أنه في المجال السياسي تحدث فقط عن ارتباط مصر بدول الخليج وبالعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية . نسي العرب ولكنه لم ينس فلسطين بقوله انه مع دولة فلسطينية بالقدس ( الشرقية ).‏

قدم شفيق أوراق اعتماده لمعسكر الولايات المتحدة ومن معها من عرب اللسان في الخليج العربي . أما الاخوان فلقد تراجعوا عن عقد مؤتمر صحفي في اللحظة الاخيرة انتظاراً لما سيحدث في ساحة التحرير يوم الجمعة – و ما يمكن أن تسفر عنه المليونية التي دعت اليها القوى الثائرة على الحكم الجمعة الخامس عشر من حزيران الجاري . والانتخابات جرت النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية يمكن أن تعلن اليوم الاثنين مساء.‏

وأيا كان الفائز بنسبة 51% من أصوات من يحق لهم الاقتراع أو من سيصوت منهم فان الشعب المصري امام معضلة واشكالية لن تنتهي فصولاً . كثير من القوى والحركات والشخصيات والاحزاب في مصر ظلت متمسكة بمقولة : ميدان التحرير موجود والشعب موجود .‏

بيد أن الامرين اللذين أرغما المصريين على اختيار أحدهما كانا في الطعم اكثر مرارة مما كان الشعب المصري يتصور .فلمن تقرع الاجراس اليوم ؟ للنظام القديم بوريثه العسكري أحمد شفيق ام لمحمد مرسي لتكون مصر تحت رحمة ( المرشد العام للاخوان المسلمين ) ؟‏

ثمة في الشارع المصري من يرى ان اياً من المرشحين للرئاسة لن يتصرف على هواه في حالة فوزه بالرئاسة – بمعنى ان استنساخ نظام حسني مبارك أمر مستحيل كما ان فرض هيمنة اللون الاسلامي الموحد بواسطة محمد مرسي امر مستحيل . فدرس ميدان التحرير وميادين مصر كلها ماثل للعيان وهو ما يمكن ان يتكرر في أي يوم ان لم يقم أي رئيس بما يراه المصريون صواباً لمصر وما يرونه محققا لطموحاتهم وآمالهم ووفيا للدماء الطاهرة التي أريقت اثناء احداث مصر في كانون الثاني واوائل شباط 2011.‏

nawaf abulhaija@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية