تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«درس «بهارات

اقتصاد عربي دولي
الأثنين 18-6-2012م
مرشد النايف

النمو القوي والمستدام, باتا علامة فارقة في الهند كتاج محل تماما, ويبدو ان هذا «المستدام» سيؤتي أٌكله مع تراكم السنوات لتغدو آسيا,وفي جبهتها الهند, مركز الثقل في الاقتصاد العالمي.

ميزة الهند ,قدرتها العجيبة على غواية زوارها, مهما كانت مرجعياتهم الاقتصادية, وقد وقعتُ في شراكها منذ زرت «بهارات» عملاق الصناعة الهندي قبل أربع سنوات, ففيها آمنت «أن الوطن حق» وان البلد إذا ما افتُديَ بإخلاص بنيه يخوض حرب نجوم وينتصر, فهؤلاء الهنود يصدّرون محطات إنتاج الطاقة الكهربائية إلى دول صناعية ,نخب أول , من عيار كندا مثلا.‏

ألوان الإخلاص تزيد عن تلك السبع الموجودة في قوس قزح,فقدمنعونا من زيارة إحدى المجموعات الإنتاجية في شركة «بهارات»رغم مرافقة احد المدراء المركزيين لنا , فقط لأننا تأخرنا عن الموعد.‏

لماذا نفرح,حينما نقرأ عن توقعات بانسحاب بساط السيادة الاقتصادية الراهن, الذي يرافقه استعلاء سياسي, من الغرب ليفرش مجددا في الشرق, حيث كان تاريخيا , فالهند كانت حتى القرن الثامن عشر تستأثر بربع الناتج الإجمالي العالمي. ماالذي يسعدنا طالما ان هذه الميزة بعيدة عنا نحن معشر العرب رغم عمار خزائن الكثيرين منا بالسندات الأمريكية والأوربية؟‏

نتعاطف مع الشرق لأنه يشبهنا,ولأنه خلوق بنسب تفوق الغرب, ما نسي تجربته في الفقروالتبعية والتخلف, ولذلك يسمح لمهندسين البلد المضيف بحضور جميع عمليات التركيب والصيانة ,وقد لايكون أخيرا,لأنه يقدم خدمة «ما بعد البيع» ليس كملحق عقد مجاني ,بل كقيمة أخلاقية, على نقيض «الخواجات».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية