تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دليلك إلى البورصة.. احذر الدخول إلى البورصة «بالدين»

بورصات
الإثنين 18-6-2012
للاستثمار عدد كبير من التعريفات، ولكننا نعرض هذا التعريف «استثمار بعض الأموال الفائضة في سبيل الحصول على قيم أكبر في المستقبل وهذه القيمة غير مؤكدة الحدوث»

معنى ذلك أن أول نقطة يجب على المستثمر أن يعرفها أنه لا يستثمر الأموال التي يعيش بها بل هو استثمار الأموال الفائضة عن حاجاته لأن أول نصيحة يجب أن يحفظها « لا تدخل البورصة بنقود مستعارة أو دين لا تتحمل خسارتها حتى لا تزيد ضغوطك النفسية وتزيد عليك ضغوط التفكير بالسداد ولا تتاجر بأي نقود.‏

واليوم نكاد نكون موقنين بأن معلومات كثير من الناس وأحيانا بعض المطلعين على أسواق المال العربية عن البورصة مشوشة، بل وبعيدة عن الواقع الحقيقي لهذا النشاط المهم، خصوصا أن تواتر الأحداث التاريخية التي ارتبطت بها عززت للأسف من تلك الآراء، فالكثيرون يرون في البورصة شيئا من المقامرة او المضاربة «عالية المخاطرة» وأنها يمكن أن تجعل من يرتادها إما فاحش الثراء، أو تجعله في قاع الخسارة...!‏

من هنا قد يسعى البعض، بعد ترقب ومتابعة وبعد اللجوء إلى أهل - الجهل - من متعاملين، إلى اتخاذ قرار الاستثمار في البورصة وعقيدتهم المغامرة غير المحسوبة، فهم يندفعون إلى هذا السلوك دون أن يعرفوا أي معلومة عن السهم الذي قاموا بشرائه غير اسم الشركة الذي يحمله، ودون أن يبذلوا أي جهد أو معاناة لمعرفة فيم تعمل تلك الشركة أو البحث عن وضعها أو خصائصها.....‏

ولما كانت البورصة هي أداة قياس القيمة الاقتصادية لأصول المجتمع، فإن أي رقي في مستوى المعرفة التطبيقية للمجتمع سينعكس ولا شك في تعاظم الطلب في أصول المجتمع، ومن ثم نشاط وزيادة لبورصة الأوراق المالية.‏

من ناحية أخرى، فإن المعرفة التطبيقية تمثل للبورصة معنى آخر أكثر أهمية؛ فالبورصة هي أكثر البيئات الاقتصادية التي استفادت من ثورة الاتصالات وثورة المعلومات والنمو في تكنولوجيا الحواسب الآلية وبرامج التشغيل الإلكترونية.‏

ومن المتعارف عليه دوليا أن البنية الأساسية لأي بورصة للأوراق المالية تقاس بمدى التطور التشريعي والتنظيمي من ناحية، وبمدى التطور التكنولوجي في آليات التشغيل المستخدمة في بورصة الأوراق المالية من ناحية أخرى، ومن هنا يصبح المستوى المعرفي التطبيقي لأي بورصة مؤشرا إلى مدى جاذبيتها الاستثمارية.‏

ويمكن الجزم بأن البورصة بصفتها أداة مثالية تحقق التكامل الرائع بين الفرد والمجتمع في أن تنساب وتتخلل احتياجات الفرد متطلبات الرقي والتقدم للمجتمع، بل أحيانا ما ينتج عن هذا الانسجام الوطني الرائع استفزاز الأجنبي ذاته فيأتي باحثا عن الانتماء لك، لتتجسد أسمى معاني الهوية والانتماء، ما ينتج عنه أن تكون القيمة الاقتصادية لأصول المجتمع في أعلى وأسمى تقدير تحدده البورصة بآليات رائعة سهلة القياس، فلسنا أقل من المواطن الياباني أو الألماني أو الأسباني الذي يقرر الاستثمار في أصول بلده مهما تعارض ذلك مع أسس القرار الاستثماري السليم ، لأن هناك معاني اقتصادية وطنية يصعب أن تقاس بمفاهيم القرار الاستثماري التقليدية، وتلك هي التي تصنع الأمم وتحقق لها القوة الاقتصادية، واحترام الأجنبي وانجذابه لها.. فهل ندرك معنى ذلك حقا.....؟!‏

علينا أن نبدأ بترسيخ المعنى الذي تحمله بورصة الأوراق المالية داخلها لدى المواطن العربي كدافع أساسي لتحفيز رغبات التعلم والمعرفة؛ فانطلاقا من القاعدة الاجتماعية «إنك إن لم ترتبط بما ترغب فلن تسعى لإدراكه والتعرف عليه»، علينا أن نسعى بكافة وسائل المعرفة والتثقيف والإعلام أن نجعل الإنسان العربي يرتبط بالبورصة بالصورة والمعنى السليم، ويعي ويفهم أن البورصة هي مرآة للمجتمع وللواقع الاقتصادي في أي بلد من البلدان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية