|
مجتمع والإعلام الرخيص يسعى إلى تسطيح العقل العربي والإستخفاف به، فماهي أهمية الإعلام بالنسبة للناس؟ وهل هو حر أم مقيد؟ وما هي وظائفه؟ ومن المسؤول عن حماية الناس من سمومه؟ بحمل هذه النقاط طرحت في ندوة أقيمت في ثقافي العدوي تحت عنوان: (القنوات الفضائية وأثرها على المجتمع)، شارك فيها كل من الإعلامي ميسر سهيل والدكتور أحمد الأصفر. بدأ الندوة الأستاذ ميسر سهيل بالحديث عن أهمية الإعلام حيث أشار أن أي عملية اتصال يكون لها هدف، وهذا الهدف يجب أن يكون له وجه إيجابي أو مصلحة مشتركة ليس فقط بالقائم من الاتصال وإنما للمتلقي أيضا بنفس الوقت فهي تبادل مصالح. فالإعلام الجماهيري عندما نشأ كان هدفه الأساس هو الهدف الإخباري، والهدف الإخباري له جانب مهم في حياة الأمم والشعوب، وإذا أريد من الإعلام أن يكون معبرا عن أمة معينة ينبغي أن تشمل مناهجه وخططه على برامج ترسخ القيم والمفاهيم الأخلاقية والسلوكية وأن تضعها في إطارها الصحيح متفاعلة مع العادات والتقاليد التي يؤمن بها المجتمع، والإعلام برزت أهميته مع التطور التكنولوجي السريع الذي نشهده في وقتنا الحاضر، والذي سهل نقل الأحداث صوتا وصورة من شتى بقاع الأرض، وبلمح البصر إلى أي مكان في العالم مما جعل للإعلام أهمية أكثر في التأثير وجذب نظر المشاهد لما يقدمه، وقد نتج عن هذا التأثير قوة مالكي وسائل الإعلام في تقديم أفكارهم وتوجيه الرأي والعادات والتقاليد الوجهة التي يريدونها، وصار العزوف عن التعامل مع هذه الوسائل «تلفزيون صحف انترنت» معناه الخروج من دائرة الوعي، وترك الساحة البشرية عرضة للانجراف مع التيار الجارف في تأثيره على متغيرات الحياة هل هناك حرية للإعلام؟ الدكتور أحمد الأصفر تحدث عن مفهوم الإعلام الحر وغير الحر موضحا أن بعض علماء الاجتماع قال: الإنسان دائما أحد شخصين، الأول قد تسيطر في وعيه فكرة دينية أو سياسية أو اجتماعية أو قومية ويعتقد في مشاعره وأحاسيسه أن هذه الفكرة يجب أن تنتشر فنجد أن أعماله وتصرفاته تخدم الفكرة التي يريد وعندما تتحكم رسالته في وعيه نرى بأن حياته كلها مرتبطة بهذه الرسالة، والإنسان الثاني تضعف الرسالة لديه فلايفكر بأي رسالة تنبع من ذاته فيمارس الأعمال التي ترضي غيره لمآرب ذاتية ومنفعية وفي هذه الحالة لايمكن أن يكون حرا ولو تظاهر بذلك، فالإعلام الحر هو الإعلام الموافق للرسالة التي أؤمن بها. وظائف الإعلام الإعلام ينبغي أن يدرك أن له مهمة بالنسبة للأمة التي ينطلق منها، فبقدر إدراكه لمصالح الأمة ولأولوياتها يبث إعلاما يناسب الارتقاء بهذه الأمة سواء اجتماعيا أو أخلاقيا وسلوكيا أو حتى اقتصاديا وسياسيا،أما القنوات التي تمارس ضياع الوقت بدون فائدة أو اعتماد التجهيل على سبيل المثال عندما نقدم برامج عن الأبراج، والتفكير بحياتنا من خلال ارتباطنا بهذه الأبراج كل علماء الفلك قالوا: لايوجد أي رابطة حقيقية بين سلوك الإنسان وتصرفه في هذه الدنيا وبين البرج الذي ينتمي إليه. يوجد نوعان من الفضائيات ، نوع يقدم الأمور الواقعية مثل نشرة الأخبار والبرامج الطبية وبرامج تعالج مشاكل اجتماعية والنشرة الجوية فكل مايتصل بواقعنا هو إعلام واقعي، لكن الإعلام الذي يعتمد على خيال الظل ليس له علاقة بواقعنا. أما نظرة علم الاجتماع للإعلام الرخيص تنطلق من أن هدفه تجريد الإنسان العربي من كل قيمه وأفكاره وجعل الإنسان قادرا في أي لحظة للانحراف مثال على ذلك ما أورده من قول أنه بعد الانتصار في حرب تشرين 1973 -التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد، سئل أحد الحاخامات اليهودية أنتم ماذا خططتم للمستقبل أجاب من الآن فصاعدا سنحاربهم بالأغنية وبالكلمة الرخيصة في الحاجات والشهوات الجسدية عندما نستطيع أن نسيطر عليهم في هذه الحاجات سيكون المستقبل لنا بالتأكيد. الأسرة مستهدفة مضيفا أن لعبة الاتصال الحديث لسلب الناس أموالها، واللعب في مشاعرها والترويج تحت شعارات براقة كل هذا يساعد على هدم الأسرة شيئا فشيئا حيث نرى كثيرا من النساء انقلبت على أزواجها بسبب هذه السموم التي تضخها الفضائيات تحت عناوين مختلفة وهناك الكثير من الرجال سرقوا من أسرهم فالإنسان الواعي يستطيع أن يجري تقاطعات لأنه يسمع الخبر بعدة ألوان وأشكال فمن خلال التقاطعات بين هذه الأخبار نستطيع أن نصل إلى الحقيقة لكن بالنسبة لعامة المجتمع، لابد من أن تقوم الأسرة بالتوعية بما ينبغي أن يشاهد وما لاينبغي أن يرى فالتوعية ضرورية وخاصة للأطفال. من المسؤول عن حماية الجيل؟ المسؤول بالدرجة الأولى حسب المحاضرة هو الإعلام المحلي بكل وسائله بالإضافة إلى دور الأسرة التوعوية ودور المدرسة، الشباب والشابات يدورون في فلك الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام فهذه الوسائل مجتمعة يجب أن تكون محصنة لهذا الجيل من الأنجراف وراء الذي يبث في الفضائيات عليهم. |
|