تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تأثيــــــر مشـــــــتهى ..!

رؤيـــــــة
الثلاثاء28-7-2009م
غسان شمه

ارتبطت الرواية منذ نشوئها بالاحساس بالحرية كما أصبحت الحرية إحدى موضوعاتها الأساسية،

كما يؤكد كولن ولسون في كتابه «فن الرواية» وقد تسبب ذلك بالاصطدام المباشر مع قيم المجتمع الساكنة على أكثر من مستوى وكان هذا الاصطدام عنيفاً في بعض الأحيان ورقيقاً في أحيان أخرى ومثل كل المجتمعات المحافظة والذكورية كان الجنس واحداً في تلك الحقول التي تسبب صداماً قاسياً مع القيم والأخلاق السائدة.‏

كان من الطبيعي، والحال كذلك، أن يلعب الرقيب دوره بشكل أو بآخر ولم يكن «القمع المخملي» مجهولاً من قبل ذلك الرقيب إذ يروي ولسون في كتابه المذكور آنفاً حادثة طريفة عن كاتب انكليزي يدعى جون كليلاند كتب رواية بعنوان «فاين هيل» أواسط القرن الثامن عشر تضمنت وصفاً مفصلاً لممارسة الحب، لقد كتب أول رواية خليعة وباعها بالتمام لقاء عشرين جنيهاً ولم يستفد شيئاً من العشرين ألف جنيه التي حصل عليها الناشر، بيد أن الحكومة أصابها الوجل جراء ذلك مما جعلها تمنح كليلاند تقاعداً بشرط عدم تأليف كتب داعرة ثانية.‏

المهم واللافت في كتاب ولسن هذا هو تأكيده على أن بعض الأعمال الروائية لكتاب من أمثال شاردسن، فلوبير، زولا، روسو، غوته، كان تأثيرها على الوعي الاجتماعي كبيراً جداً بل أكبر من فنون وحقول أخرى بسبب قدرتها على تناول موضوعات منوعة بأساليب وأدوات أقامت علاقة حميمة مع القارىء وأثرت مباشرة في مفاهيمه وآرائه.‏

لا أدري إلى أي حد يحق لنا التساؤل عن مثل هذا التأثير في روايتنا العربية؟ وهل هناك شروط خاصة بنا، أقوى من أن يكون لهذه الرواية قليل من ذلك التأثير؟‏

وربما يذهب أحدنا أبعد من ذلك في السؤال..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية