تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوعظ الأخلاقي ليس كافياً

الكنز
الثلاثاء28-7-2009م
مروان دراج

يتواتر الحديث في المؤسسات الرسمية والمنابر الاعلامية حول ضرورة استعادة الرساميل السورية المهاجرة،

المقدرة بنحو 90 مليار دولار والكل يعول على استعادة هذه الرساميل الى موطنها الاصلي، بهدف توظيفها والاستفادة منها في رفع نسب النمو، واحداث المشاريع الاقتصادية ، لتوفير فرص العمل، وامتصاص الفائض الكبير من العاطلين.. وحقيقة لا نعتقد أن هناك من لا تأخده الرغبة في تحقيق هذه الامنيات المشروعة، غير أن الامر الذي يتعين البوح به وبكثير الجرأة والشفافية، أن ثمة استحقاقات يفترض حضورها، كي تشق الرساميل المهاجرة طريقها الى الوطن، فالحديث وبلغة الوعظ الاخلاقي ودغدغة المشاعر الوطنية ليس امراً كافياً حتى إن المواطن العادي حفظ هذه اللغة أو الاسطوانة عن ظهر قلب، كونها تشكل ( صورة فوتوكوبي) لدعوات ورغبات يتم الترويج لها منذ سنوات بعيدة وكلما بادرت وزارة المغتربين بتنظيم انشطة وندوات ومؤتمرات تخص المغتربين.‏

والاستحقاقات التي نعنيها والتي كان يفترص حضورها منذ وقت طويل نسبياً، لا تتمثل فقط باصدار رزمة من القوانين التي تندرج في اطار الاصلاح التشريعي وأيضاً ليس المطلوب الاستمرار وبخطوات متسارعة في تقليص دور الدولة الاقتصادي ومنح المستثمرين ورجال الاعمال المزيد من المزايا والتسهيلات بالضرورة كل ما أتينا على ذكره أكثر من ضروري، لكن وحده لايكفي إن لم يكن محكوماً باصلاحات ادارية مواكبة وبالتوازي مع الاصلاح التشريعي والقانوني، فالتباهي بمناسبة أو غير مناسبة، بالجانب الكمي للتشريعات والقوانين لا يستقيم ولا يبعث الرضا دون تبسيط الاجراءات في منح تراخيص الاستثمار والتقليل ما أمكن من الاشتراطات والتعاملات الورقية ومن كابوس الروتين والبيروقراطية، فالاصلاح الاداري بمعناه الشامل والواسع إن لم يكن عنواناً موازياً لمثيله التشريعي والقانوني سوف يسهم في افراغ الاصلاح من مضمونه الحقيقي فالاصلاح الاداري وبشهادة التجار ورجال الأعمال وأصحاب المنشآت الصناعية الذين يراجعون المؤسسات الرسمية يشق طريقه من التردد وبخطوات لاتشبه سوى خطوات السلحفاة.‏

marwanj @ urach.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية