تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روسيا: الغرب لم يدرك عواقب عملياته العسكرية في الشرق الأوسط ..والوضع الحرج في المنطقة نتيجة للسياسة الأميركية الجاهلة

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 24-8-2016
دوما تتجنب الولايات المتحدة وأتباعها في الغرب الإقرار بمسؤوليتهم عن تفشي الفوضى والإرهاب في المنطقة نتيجة حروبهم العبثية، وتدخلهم السافر في شؤون دولها ،

سعيا للتحكم بقرارتها والهيمنة على خيراتها، دون الاكتراث لما تسببه حروبهم تلك من قتل وتشريد وتدمير، وتوسيع لدائرة الإرهاب الذي يتفشى، وبدأ يرتد إلى عقر داعميه اليوم.‏

وانطلاقا من ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن شركاؤنا الغربيين لم يدركوا حتى الآن كامل العواقب الناجمة عن عملياتهم العسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات الأخيرة.‏

وسخر لافروف في حديث لوكالة «تاس» أمس من طريقة التفكير الغربية التي كانت تقوم على انه فور اسقاط نظامي الحكم في ليبيا والعراق فإن الديمقراطية ستتغلب» ليكتشفوا انه بدلا من الديمقراطية سادت الفوضى» في هذين البلدين وتم نهب مخازن الأسلحة التقليدية بينما أنظمة الدفاع الجوي ومئات الأطنان من الذخيرة اختفت بلا أثر.‏

ولفت لافروف الى انه لا أحد يعرف إلى أي أيد وصلت أنظمة الدفاع الجوي التي سرقت من مخازن الأسلحة في ليبيا بعد المحاولات الفاشلة للدول الغربية «لزرع الديمقراطية» في هذه البلاد عن طريق عملية عسكرية موضحا أنه في ليبيا وحدها اختفى ما لا يقل عن 500 نظام محمول للدفاع الجوي من طرازي «ستريلا» و»إيغلا».‏

وأضاف لافروف :لا يعرف أحد في أيدي أي تنظيمات إرهابية توجد أنظمة الدفاع الجوية التي تمثل خطرا هائلا على الطيران المدني اذ انها ربما باتت في أيدي «داعش» أو «جبهة النصرة» أو «القاعدة» ولا يعرف أحد متى وأين سيتم استخدام هذه الأسلحة مرة أخرى».‏

وأعاد لافروف إلى الأذهان أن أول تحذير بهذا الشأن جاء في مالي عام 2012 عندما أسقط إرهابيون طائرة «ميغ 21» تابعة للقوات الحكومية بوساطة مثل هذا النظام.‏

في سياق متصل أشار لافروف إلى أن روسيا بمنعها الولايات المتحدة من تنفيذ تهديداتها ضد سورية عام 2013 جنبت العالم عواقب مدمرة مشيرا إلى أنه «من المخيف أن نتصور في أيدي من كانت ستقع أنظمة الدفاع الجوي المحمولة والأسلحة التقليدية».‏

زاخاروفا: واشنطن لم تفصل الإرهابيين‏

عن «معتدليها» رغم وعودها‏

من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تعمل على منح تنظيم جبهة النصرة الإرهابي استراحة بتقديمها  شروطا جديدة بدل القيام بخطوات عملية لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين في سورية.‏

وقالت الوزارة في بيان لها ان النهج الامريكي لا يبدو منطقيا حيث تعلن واشنطن من جهة أنها تؤيد الجهود الجماعية الجدية للقضاء على مراكز التهديد الإرهابي في سورية ومن جهة أخرى تضع شروطا وضمانات لرفع مساهمتها في محاربة الإرهاب إلى المستوى الموافق لامكانيات الولايات المتحدة منتقدة عدم قيام واشنطن بتوجيه ضربات لتنظيم جبهة النصرة رغم موافقتها على اعتباره منظمة إرهابية .‏

كما انتقد البيان رفض واشنطن منذ سنة تقديم معلومات لروسيا عن أماكن تواجد التنظيم الإرهابي وغض الطرف عن تعاون الفصائل المسلحة التي ترعاها مع الإرهابيين في اطار أركان موحدة .‏

وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنه لم يتم الفصل بين الإرهابيين وما يسمي المعارضة المعتدلة في سورية رغم تأكيد واشنطن لروسيا قبل عدة أشهر على أن ذلك لن يأخذ أكثر من أسبوعين.‏

وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية أمس نحن نرتكز على معلومات لدى الاتحاد الروسي عن تأكيدات لمسؤولين أمريكيين كبار على أن واشنطن تحتاج أسبوعين لاجل فك ارتباط أو سحب أو تقسيم المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين .‏

ووفقا لزاخاروفا فقد تلقت موسكو تأكيدات من واشنطن في شهري شباط واذار من هذا العام لكن الولايات المتحدة لم تقدم بعد على فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين في سورية وقالت ان الجانب الروسي لا يعرف أسباب عجز الولايات المتحدة عن تنفيذ ذلك .‏

وأشارت زاخاروفا إلى وجود دلائل على امكانية نجاح عمل الخبراء الروس والامريكيين الجاري في جنيف بخصوص سورية وقالت نعتبر هذا العمل حيويا فائق الاهمية وعلينا الآن أن نقوم بكل ما بوسعنا لانجاحه ولنجاح هذا العمل توجد دلائل موضوعية .‏

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن العمل البناء يجري على عدة محاور في جنيف بما في ذلك الدبلوماسي والعسكري.‏

دولغوف: الوضع الحرج في المنطقة نتيجة‏

للسياسة الجاهلة للولايات المتحدة والغرب‏

من جانبه أكد مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان قسطنطين دولغوف أن الوضع الحرج بالشرق الأوسط حاليا هو نتيجة مباشرة للسياسة «الجاهلة وقصيرة النظر» لدول غربية وخاصة الولايات المتحدة.‏

ولفت دولغوف خلال دائرة مستديرة مكرسة لبحث أوضاع «المسيحيين» في الشرق الأوسط أمس إلى أن «سياسات الغرب ترمي إلى إسقاط الأنظمة غير المرغوب فيها وتصدير قوالبها للديمقراطية دون مراعاة الخصائص الدينية والثقافية المحلية ووقائع المنطقة».‏

الدفاع الروسية: إعلان التهدئة في حلب‏

رهن بالجاهزية الأممية لإيصال المساعدات‏

على صعيد اخر أفادت وزارة الدفاع الروسية أن الاعلان عن فترة تهدئة انسانية في حلب لمدة 48 ساعة سيتم بالتنسيق مع الحكومة السورية وبعد تلقي طلب بهذا الشأن من المبعوث الاممي إلى سورية ستافان دي ميستورا يؤكد فيه الاستعداد لايصال المساعدات إلى المدينة.‏

وأعرب أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي في تصريح له نقله موقع روسيا اليوم عن استعداد وزارته لتقديم المساندة في توزيع المساعدات على سكان حلب بالتعاون مع الحكومة السورية عبر المراكز الانسانية المنتشرة هناك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية