|
لندن بصعوبة ملاحقة الإرهابيين الذين يقاتلون في صفوف هذا التنظيم وتتبع خطواتهم بعد عودتهم من سورية إلى بلدانهم الاصلية مزودين بالخبرات القتالية والافكار المتشددة. وفي سياق مقال جديد نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية لفت محرر الشؤون الامنية والدفاعية في الصحيفة سام جونز إلى تنامي التحذيرات الدولية والمخاوف التي يبديها الخبراء والمحللون الاجانب من التهديدات التي تشكلها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ولا سيما ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي الذي بدأ بتوسيع نشاطاته وممارساته الإرهابية في سورية والعراق. ووفقا لمحللين غربيين ومسؤولين في أجهزة الاستخبارات البريطانية والاوروبية فان تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي وغيره من الحركات المتطرفة التي تواصل ارتكاب الجرائم في سورية يمتلكون الادوات الكافية لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المدن الاوروبية فهناك عدد كبير من الإرهابيين القادمين من دول أوروبية والمستعدين لتنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرية في أوروبا. ولفت جونز إلى تطور المجموعات الإرهابية المسلحة والمتطرفة التي تقاتل في سورية في مجال الاتصالات بطريقة تجعل مهمة أجهزة الاستخبارات الدولية في اختراق حساباتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت امرا صعبا للغاية الامر الذي يزيد من فرص قيامهم بعمليات إرهابية داخل مدن أوروبا. واشار جونز إلى تصريحات ريتشارد باريت الرئيس السابق لقسم مكافحة الإرهاب في جهاز الامن الخارجي البريطاني ام اي 6 التي اكد فيها ان المجموعات الإرهابية المتطرفة مثل تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي تهتم حاليا بتعزيز مواقعها في منطقة الشرق الاوسط مؤجلة إلى وقت ليس بالبعيد عمليات الهجوم ضد العواصم الغربية مشيرا إلى ان الفلسفة القائمة داخل تلك المجموعات الإرهابية تقوم على اعتبار الدول الغربية عدوا يجب تدميره. وكان باريت حذر في وقت سابق من عجز اجهزة الاستخبارات والامن البريطانية عن ملاحقة وتتبع مئات الإرهابيين البريطانيين الذين عادوا إلى بريطانيا بعد ارتكابهم جرائم إرهابية بشعة بحق الشعبين السوري والعراقي في الوقت الذي اكد فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وجود 400 بريطاني تقريبا يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ووجود عدد كبير منهم ممن يقاتل إلى جانب تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي. وتتزايد المخاوف الدولية من انضمام المزيد من المواطنين الغربيين والاجانب إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وعودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلادهم لممارسة إرهابهم وجرائمهم فيها بعد الدعم الذي قدمه الغرب اعلاميا وسياسيا وعسكريا لهذه التنظيمات متجاهلا الخطر الدولي الذي يشكله الإرهاب. ولا تقتصر هذه المخاوف على بلد غربي معين حيث كشفت التقارير والاحصاءات الرسمية تدفق الإرهابيين من دول لا تحصى على رأسها بريطانيا واستراليا وبلجيكا والمانيا واسبانيا والولايات المتحدة التي اعلن مسؤولون فيها ان هناك ما يصل إلى مئة امريكي انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية. |
|