تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أهالي مخيم اليرموك: عودتنا إلى المخيم بداية الطريق نحو فلسطين

دمشق
سانا-الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 25-6-2014
يكاد حلم العودة إلى مخيم اليرموك لا يفارق قلوب ساكنيه وعقولهم وينتظرونه كبداية للطريق المؤدي إلى أرض فلسطين والى حين العودة يحاولون لملمة ذكريات وأحلام احتضنتها بيوته وشوارعه وأحياؤه التي دمرتها وسرقتها المجموعات الإرهابية التكفيرية وبعثرت صورها للمتاجرة بهم وبالقضية الفلسطينية.

وداخل المخيم ينتظر الاهالي الصامدون في منازلهم انهاء الحصار الذي يفرضه المسلحون ليتمكنوا من تأمين حاجاتهم الاساسية واستعادة حياتهم الطبيعية وخارجه ينتظر المهجرون العودة إلى احياء سرق منها التكفيريون الفرح والحياة قبل ان يسرقوا الاثاث والاموال ويجمع حلم عودة المخيم لاصحابه من في الداخل والخارج كما يجمعهم امل العودة إلى فلسطين.‏

ويبقى الامل معلقا على نجاح المبادرة التي تم الاتفاق عليها برعاية الدولة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الـ14 والتي تتضمن اخلاء المخيم من السلاح والمسلحين وانهاء معاناة استمرت لاكثر من سنة ونصف السنة من التهجير القسري لسكانه من سوريين وفلسطينيين من قبل المجموعات التكفيرية الذي يعيد للاجيال الجديدة قصة تهجير عصابات الهاغانا الصهيونية للفلسطينيين عام 1948.‏

ولا يخفي ابو أدهم فرحه لمجرد سماع أخبار عن امكانية نجاح الاتفاق والعودة إلى المخيم ويقول لدي منزل ومحل مفروشات لكن اعتقد أن المسلحين لم يتركوا لنا شيئا وسرقوا ودمروا كل ما جاء بطريقهم ما يهمنا اليوم هو العودة وسنعيد بناء ما دمر بسواعدنا ونستعيد حياتنا وحقوقنا.‏

وتأمل أم مصطفى أن يكون الكلام عن نجاح الاتفاق صحيحا هذه المرة لتعود مع عائلتها إلى المخيم وترى ان المسلحين ومن يدعمهم ويمولهم ويدافع عن ممارساتهم يشبهون تماما العدو الاسرائيلي الذي هجرهم من وطنهم وقتل أبناءهم وادعى أنه صاحب الحق بالارض.‏

ويقول سالم الطالب الجامعي سواء نجح هذا الاتفاق أم لا الحل لن يكون الا بمبادرات محلية فالمجتمع الدولي الذي صمت عشرات السنوات عن حق الفلسطينيين ولم يتخذ أي اجراء ضد الاحتلال الاسرائيلي لن يحرك ساكنا من أجل ايجاد حل لمعاناة أهالي مخيم اليرموك.‏

السفير أنور عبد الهادي: الإرادة والمصداقية متوفرة لدى المنظمة والحكومة السورية‏

ويرى مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدمشق السفير أنور عبد الهادي أن الحل يحتاج إلى ارادة ومصداقية وهي متوفرة لدى منظمة التحرير والحكومة السورية لكن على الاطراف الأخرى أن يتحلوا بذات الارادة والمصداقية لانهاء معاناة اهالي المخيم من سوريين ولاجئين فلسطينيين شردوا من منازلهم ويضيف..نحن متفائلون إلى حد ما لكننا حذرون ولا نريد التسرع حتى يتم التأكد من تنفيذ الاتفاق ولا يمكن ذلك قبل أن ندخل إلى المخيم.‏

ويوضح عبد الهادي أن الاتفاق يضمن اخلاء المخيم من السلاح والمسلحين وتسوية أوضاع من يرغب منهم بالاستفادة من المرسوم رقم 22 لعام 2014 القاضي بمنح عفو عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 9/6/2014 ليتم بعده العمل على رفع الحواجز وازالة الانقاض والسواتر الترابية والالغام ودخول ورشات الصيانة من كهرباء وماء وغيرها تمهيدا لدعوة الاهالي إلى العودة اليه وبدء مؤسسات الدولة بالعمل بعد ضمان أمنه.‏

واستطاعت الحكومة السورية والفصائل الفلسطينية والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب ووكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا والجهات الاغاثية في عمليات ادخال 26645 سلة غذائية و2943 سلة صحية إلى المخيم واخراج الحالات المرضية الحرجة للتخفيف من معاناة أهالي مخيم اليرموك اضافة إلى تمكين طلاب شهادتي التعليم الاساسي والثانوية العامة من تقديم امتحاناتهم وعودتهم إلى المخيم بعد انتهاء الامتحانات.‏

ويرمز مخيم اليرموك الذي أنشيء عام 1957 إلى حق العودة إلى فلسطين ويتميز بذلك عن تجمعات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى في سورية ولا يقتصر سكانه على اللاجئين الفلسطينيين فقط بل يضم عددا كبيرا من السوريين ويشمل عددا من المستشفيات والمدارس وثانويات حكومية وأكبر عدد من مدارس الاونروا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية