تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شعبية أوباما في أدنى مستوياتها ... لماذا؟

عن واشنطن بوست
شؤون سياسية
الخميس 9-1-2014
ترجمة: وصال صالح

يعاني الرئيس الأميركي من أسوأ تراجع له في شعبيته خلال السنوات الخمس التي قضاها في المكتب البيضاوي متأثراً بسلسلة من الفضائح منها (تجسس وكالة الأمن القومي، استهداف مصلحة الضرائب وما يسمى أوباما كير المتعلق بقانون الرعاية الصحية).

من شهر لآخر تكشف مؤسسة غالوب حسب استطلاعات الرأي أنه خلال عام 2013 شهدت شعبية أوباما انخفاضاً مضطرباً من 52% في كانون الثاني إلى 41% بحلول كانون الأول بينما كشف استطلاع الواشنطن بوست والـABC انخفاضاً في نسبة التأييد للرئيس أوباما من 55% في كانون الثاني عام 2013 إلى 43% مع نهاية العام نفسه ويبدو أوباما الآن أقرب بكثير مما كان عليه حال جورج دبليو بوش خلال فترة ولايته الثانية وأبعد بكثير مما كان عليه كل من بيل كلينتون ورونالد ريغان، وتكشف بيانات مركز بيو للأبحاث أنه خلال عام من ولايتيهما الثانية أظهر ريغان ثباتاً في شعبيته عند 62%، بينما سجل كلينتون 58%، واعتباراً من تشرين الثاني عام 2013 سجل أوباما 41% وهو أقرب ما يكون بذلك إلى ما سجله بوش أي نسبة 36% في تشرين الثاني من عام 2005.‏

غلين بولغر وهو شريك في مؤسسة الاستطلاع الجمهوري لاستراتيجيات الرأي العام قال: «لا أعتقد أنه بإمكان أوباما بعد الآن الوصول إلى المستويات التي حصل عليها كل من ريغان وكلينتون، ولاسيما أن هناك الكثير من المشاكل تلوح في أفق أوباما كير» وأضاف «مع ذلك، يحتاج الرئيس لحشد أصوات الناخبين المستقلين للعودة إلى المستوى المنخفض 50%، على الرغم من أن هذا الرهان لو حدث فهو أمر غير مستحب».‏

قد يكون بولغر على حق حيث كان الانخفاض بمقدار 12 نقطة بمعدل شعبية أوباما ما بين كانون الثاني 2013 إلى كانون الأول 2013 وهذا الأمر لا يعود إلى الجمهوريين الذين انخفضت أصواتهم من 17% في كانون الثاني إلى 13% في كانون الأول وإنما إلى انخفاض حاد بين المستقلين /بانخفاض 14 نقطة/ والمثير للاهتمام أن الانخفاض من قبل الديمقراطيين كان بمعدل / 15 نقطة/.‏

إن التراجع في شعبية أوباما بين الديمقراطيين يفسر لنا لماذا ركز أوباما في وقت متأخر على التفاوت الاقتصادي /التأمين ضد البطالة وزيادة الحد الأدنى للأجور ....إلخ/ من خلال خطاباته واقتراحاته السياسية يهدف أوباما في مثل هذه التحركات إلى حشد قاعدة الحزب بغية تحقيق زيادة في شعبيته، لكن وقوفه بين مستقلين وجمهوريين متحدثاً عن الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها تذكرنا بتعافي وانتعاش كلينتون وريغان خلال فترة ولايتيهما الثانية.‏

لقد كان هذا العام كارثياً لأوباما وأثر بشكل ملحوظ على كيفية النظر إليه حيث انخفضت شعبيته عند الجمهوريين كما جرى خلال ولاية بوش الثانية حيث خسر تماماً شعبية الديمقراطيين.‏

وهناك أيضاً مشكلة قد تؤثر سلباً على شعبية أوباما في صفوف الناخبين غير المنتسبين ويعزى السبب في ذلك إلى موقع ويب للرعاية الصحية والتغطية السلبية للأخبار، كل هذا أدى إلى تضرر مصداقية أوباما.‏

يقول خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي فريديانغ: «يجري تقييم الرئيس عبر قضية واحدة هي قانون الرعاية الصحية» متحدثاً إلى وول ستريت جورنال قال يانغ: «من الإنصاف القول إن ذهاب الرئيس أوباما العام المقبل يتعلق بقانون الرعاية الصحية» ونستنتج مما قاله يانغ أن الاستقرار في شعبية أوباما وثباتها بهذا الشكل السلبي إنما يعود إلى قانون الرعاية الصحية خلال السنوات الماضية، منذ صيف 2010 حتى أيلول عام 2012 كان الدعم لهذا القانون منخفضاً بنسبة 40% إلى 30%، وفقاً لاستطلاعات الرأي الشهرية التي أجرتها مؤسسة كاسيرزفاميلي تشير هذه الاستطلاعات إلى أن تغيير الرأي عند المستقلين أو أي شخص آخر فيما يخص هذا القانون هو مهمة صعبة للغاية، وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الديمقراطيين يقولون إن الناخبين «المستقلين» في أغلبيتهم من الجمهوريين، كما أن الجمهوريين يشعرون بالغضب من تحرك حزب الشاي إلى صفوف غير المنتسبين.‏

إن أفضل ما يمكن لأوباما عمله هو أمران الأول أن يقوم بحشد الديمقراطيين على المدى القريب وحتى لو حدث ذلك فإنه سيجد نفسه أقل بكثير مما كانت عليه حظوظ ريغان وكلينتون خلال ولايتيهما الثانية.‏

على المدى الطويل يقول خبير استطلاعات الرأي الجمهوري جون ليرنار: «إن أفضل فرصة لزيادة أوباما لشعبيته بين الجمهوريين هي في الواقع فوز الحزب الجمهوري وهذا يحدث فقط في حال سيطرة الجمهوريين على الكونغرس في عام 2014 وينتقل أوباما إلى المركز الثاني بين عامي 2015 و2016 بما في ذلك قبول بعض التغيرات في قانون الرعاية الصحية» وقال ليرنار أيضاً: «في فترة ولايته الثانية، عقد كلينتون صفقة مع الحزب الجمهوري الذي كان يسيطر على الكونغرس وفي فترة ولايته الثانية عقد ريغان صفقة مع غورباتشيف.»‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية