تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ســفرجل

رؤيـة
الخميس 9-1-2014
وفاء صبيح

تلك الزاوية، التي كتبتها في مثل هذه الأيام قبل خمس سنوات، لم تزل تنوس على باب ذاكرتي، لها هوىْ في نفسي! نضدتها بقلب دافئ فيماالثلج يهمي خارج نافذتي، وهكذا بقيت، السعادة تجتاح أقاصيّ حين كل ثلجه.

لم استطع ضم الثلجة الأخيرة والاحتفاء بها، وكأن المزاج العام لم يعد يفرد حيزا من فرح بالثلج، ولما استبد بي شغف تذويب الثلج في كائنات الأحرف والمفردات، لجأت إلى قديمي، إلى مانشرته قبل خمس سنوات، فقديمك نديمك مهما الجديد أغناك.‏

حينها كتبت «جاءتنا إشارات لعودة السعادة المتبقية من طفولتنا، ندف الثلج الكبيرة التي ندفت من السماء كريش طير أفرح قلوبنا.‏

ليس من أحد في الشوارع سوى أعيننا المترقبة للخير بعد صقيع جفف جلودنا, حتى كدنا نخرج منه, في يوم مثلج كيوم الأمس نرى دمشق مدينة أخرى, جديدة, لاترهقنا, ولاتحملنا عبئاً آخر, تزيح الستار عن أرق ليال قضيناها في تفاصيل الخراب, خراب ولده إنسان الشر وعممه في أرجاء الكون».‏‏

أيام الجاهلية كان الرجال يطلقون على النساء اللواتي يستغنين عن زينتهن بجمالهن، صفة الغانيات، ودمشق الثلج تصبح سيدة الدنيا، كم يليق بها الأبيض، ينقّي يومها وليلها مع أول ندفاته «يغور الورد ويعتل الخزام» لتستعر نارسعيد عقل:‏

ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي‏

واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ‏

متن المتن: اليوم وبعد أن زاد اتساع حدقتي، لن اكتب عن الأبيض انصع مما كتبت، ولوعاد بي التاريخ لكررت، أنا أقدس تفاصيل هذه الكريستالات المرهفة، ولن اطلب منه لعب دور آخر غير بقائه حجة في السلام، وخابية نبيذ تغطيها سفرجلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية