|
ثقافة
هذا ما أقرت به الأكاديمية التي تمنح أكبر جائزة أدبية في العالم حين فتحت أرشيفها لذلك العام حيث دخل اسم ديغول في تنافس قوي مع كل من الأدباء صموئيل بيكيت وفلاديمير نابوكوف وبابيلو نيرودا و ويستن هيغ أودين المعروف ب W.H Auden، وأدباء غيرهم من مشاهير تلك المرحلة أمثال يوكيو ميشيما والدنماركي أكسيل سانديموز غير أن الذي فاز بإجماع لجنة التحكيم في ذلك العام هو الشاعر والدبلوماسي اليوناني جيورغوس سيفيرس (الذي ترك بلاده فيما بعد وهاجر الى مصر ثم الى افريقيا الجنوبية) بعد أن كانت المعلومات تشير الى احتمال فوز ديغول بالدرجة الأولى وثانياً أودين وثالثاً نيرودا ولابد من التذكير بأن الجائزة في ذلك العام كان لها بعداً سياسياً ومعنوياَ هاماً. أما بابيلو نيرودا فقد أخفق في الحصول عليها يومذاك للحكم عليه بأنه يساري متطرف لكنه استطاع بالفوز بها بعد ثماني سنوات أي في العام 1971 فهو إضافة الى أنه ملتزم سياسياً هو الكاتب والشاعر المتميز أيضاً العاشق للنساء لذلك لقب شاعر الحب والأرض معاً. وبالنسبة للأديب نابوكوف مؤلف «لوليتا» فقد اعتبر يومها رجلاً غير أخلاقي. ويبدو أن نوعية الأدب الذي كتبها الجنرال ديغول كانت مميزة جداً فقد ترك وراءه أعمالاً هامة بلغت حوالي عشرين مؤلفاً إضافة الى نصوص كتبها وهو في عمر الخامسة عشر ورسائل كثيرة أصبحت مرجعاً للقراء، لكن الأهم هي مذكراته في أجزائها الثلاثة التي اعتبرت من الأعمال الأدبية الرائعة وهذا نادراً ما يحصل مع شخصية عسكرية. يقول عنه المؤرخ ماكس غالو: يعتبر الجنرال ديغول من أهم كتاب المذكرات في التاريخ الفرنسي فهو يتمتع بثقافة كبيرة وحس أدبي كالذي عرفناه عند كبار أدبائنا يدل على أنه كاتب عظيم وقد تم في العام 2000 ضم هذه المذكرات الى سلسلة مكتبة لابلياد المعروفة وذلك لاعتبارها من أغنى المؤلفات التاريخية بما تسرده من وقائع وتكشف عن أسرار وحقائق. وفي العام 2010 كان له الشرف بأن تدرج أعماله في منهاج البكلوريا الأدبي وأن يتقدم الطلاب للامتحان في الجزء الثالث من مذكراته غير أن هذا الخيار لاقى انتقاداً واسعاً من نقابة المعلمين التي اعتبرت أنه لا يجوز الجمع بين الأدب ورجل دولة مع أن المجلد الثالث من «مذكرات الحرب» يتحدث بأسلوب وجداني شاعري عن المقاومة الفرنسية التي أسسها ديغول خلال الحرب العالمية الثانية بعد إطلاقه نداء المقاومة الشهير من لندن عام 1948. وما من شك أن الأكاديمية السويدية عندما فكرت في منحه الجائزة عام 1963 كان لها سابقة في هذا الموضوع حين منحت قبله جائزة نوبل للآداب عام 1953 الى رجل دولة كبير هو رئيس الوزراء البريطاني ويسنتون تشرشل الذي كان يتنظر جائزة نوبل للسلام. |
|