تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من يجمّل القبح الداخلي..؟

آراء
الخميس 9-1-2014
 هنادة الحصري

حظيت الملكة كليوبترا بمساحة واسعة من اهتمامي في فترة طفولتي ، فقد كنت أتابع بشغف تفاصيل رحلة حياتها ، ولم يتوقف الزمن عند أعتاب طفولتي فقد عبرت مراحل حياتي

و لكن نظرتي الى تلك الملكة تغيرت ربما لأن ذائقتي الجمالية تطورت فنظرة الى وجهها تكفي لأن أراها عادية المظهر لا بل يخفي أنفها الكبير معظم ملامح وجهها .‏

و أخذت أتساءل: تُرى ماذا وجد فيها يوليوس قيصر و من بعد قائده مارك انطونيو ليغرقا في حبها و يتوجاها ملكة على قلبيهما و على القارات التي استعمراها ؟!.‏

و بنظرة واسعة الى وقائع تاريخية كثيرة أتساءل لماذا تخلى ادوارد الثامن عن عرشه من أجل عيون ميسز سمبسون المطلقة مرتين والتي تفتقر الى أدنى درجات الأنوثة و الجمال ، وترى ماذا وجد لويس الرابع عشر ملك فرنسا في الأنسة «لافيير» التي كانت تجد صعوبة في السير لعيب خلقي ! إذ إن احدى قدميها كانت أقصر من الأخرى ، إضافة الى أنها كانت ممتلئة الجسم و تعاني من بطن كبيرة ولا تتوقف عن السعال ؟!.‏

بعدها جاء حفيده لويس الخامس عشر و أغرم بسيدة قبيحة الشكل هي مدام «بومبادور» اذ قال فيها أحد وزرائه أين كان عقل هذا الملك عندما وقع في غرام هذه المخلوقة ؟!.‏

ولا ننسى نابليون الذي أحب « ماريلويز « حباً عميقاً و قد قال الذين عرفوها إنها ألمانية ثقيلة الظل ، تغطي البثور الكبيرة وجهها و جسدها ولا تصلح الا للنسل ؟!.‏

وهل ننسى الحب الذي حمله ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز لسيدة متزوجة تخطت سن الشباب ، هذا الحب الذي تسبب في تعاسة الأميرة الراحلة ديانا و من ثم طلاقها ؟!.‏

واذا ولجنا عالم الشعر و الموسيقا وجدنا أشهر رجاله في فرنسا «الفرد دي موسيه « و « شوبان « اللذين وقعا في غرام الكاتبة « جورج صاند» التي تخلت عن الاثنين و كانت تقول عن نفسها بأنها أقرب الى الرجال في الهيئة من النساء ، وهل ننسى كيف تنافس ثلاثة عباقرة ، الفيلسوف «غوتيه» و الشاعر «ريكله» و عالم النفس « فرويد « في حي «سالومي « و لم تكن باهرة الجمال ؟!.‏

هذه ظاهرة جديرة بالاهتمام و البحث و تتكرر دوماً و تشغل الكثير من الباحثين و المحللين و في رأيي لو عاش كل من ذكرتهم في هذا العصر لقاموا حتماً بإجراء العمليات البلاستيكية التي تقدم لهم الجمال الخارجي حيث الآن لم يعد هناك أحد يشكو من القبح .‏

لكن السؤال الآن الجمال الخارجي يمكن تصحيحه بأيدي جرّاحين مهرة ولكن هل باستطاعة أحد أن يصنع جمالاً داخلياً بعد أن أصبح نادراً؟!.‏

و لكني هنا أتوقف لأتساءل ما السر وراء الحظوة التي حصل عليها رجل قليل الحظ في الذكاء و الثقافة و حسن الخلق و الدبلوماسية و هو الرئيس دبليو بوش في تولي منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية و الأنكى من ذلك لفترتين رئاسيتين ؟ ..‏

لا تقولوا لأن اللوبي الصهيوني وراء ذلك لأن اللوبي الصهيوني يستطيع أن يدعم رئيساً يتمتع بالذكاء و الثقافة و سرعة البداهة .‏

فما السر في كل ذلك ؟!..‏

hhousri@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية