تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة.. عام الفتاوى..

آراء
الخميس 9-1-2014
سليم عبود

لارقيب ولاحسيب على رجال الفتاوى.. فقد قضى هؤلاء على مفهوم النص ، وأحلوا محله مفهوم الفتوى الشرعية.. وأحب أن أشير هنا إلى أن أصحاب هذه الفتاوى مشكوك في انتمائهم للإسلام أو العروبة ، وأن مايقومون به يجري في إطار حرب لتخريب العروبة والإسلام والعقل.

في المغرب العربي اكتشف أن مفتي الديار المغربية يهودي وصهيوني.‏

لن ندقق بهوية كل أصحاب الفتاوى اليوم ..‏

لكننا ندهش من تجرؤهم على الله وعلى الإسلام و المسلمين ..‏

ندهش من قدرتهم على تجاوز النص لتصبح الفتوى هي النص المقدس..‏

هذه الفتاوى اليوم تتوالد كالخنازير، سريعة وعفنة وكريهة وملعونة ..‏

وتؤسس لحروب ومجازر ودمار..‏

فتاوى تنشرعن الذبح والقتل، والاغتصاب، وتدمير الأوطان ، وممارسة كل أنواع الشذوذ ..‏

ثمة شرط واحد هو أن يكبّر القاتل أو الذابح أو الزاني بامرأة متزوجة ، أو غير متزوجة ثلاث مرات ...وبعد ذلك يصير الزنا ويصير الذبح ، والقتل والاغتصاب، وكل منكر يرتكبونه شرعياً..‏

في ثمانينيات القرن الماضي ، كنت في «سالونيكا» باليونان ، ضمن وفد ..‏

في مبنى البلدية التقينا بعض فعاليات المدينة وكان الحاضرون كثراً ..‏

معظم أسئلة الحضور راحت تدور حول حال الرجل المسلم إنسانياً واجتماعياً مع أربع نساء في عصمته .‏

لو عدت اليوم إلى سالونيكا .. وجاءني الجمع نفسه يطرح أسئلته ..‏

بماذا سأجيب على حديث موضوع ذكره شيخ طرابلس «عمر بكري فستق « على شاشة الجديد الذي يقول فيه :‏

للمؤمن ــــ والمؤمن عنده هو السلفي فقط ـــــ في الآخرة أربعون حورية ، وكل حورية في خدمتها أربعون جارية كلهن مباحات للمؤمن جنسياً ، وأن الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة مدتها سبعون عاماً في تقويمنا الأرضي ، إذ تقول الحورية الأخرى التي تنتظر دورها بعد سبعين عاماً:‏

« أليس لنا فيك من نصيب؟!»‏

فينتقل المؤمن إليها ..‏

وهكذا دواليك ، يبدو لاشيء في «جنة عمر بكري فستق وأمثاله» سوى الجنس.‏

وسئل هذا الشيخ عن حظ الذين يفجرون أنفسهم في الشوارع والأماكن العامة باسم الجهاد من النساء ، فأجاب، للجهادي ثلاث وسبعون حورية ، ولكل حورية أربعون جارية..‏

ألا يمكن استطراداً على ماتقدم تحديد العلاقة بين الإنسان وخالقه ، بحسب رأيهم ... بأنه الإنسان خلق للجنس ، ويعبد للجنس ويقتل من أجل الجنس ..‏

ألا يمكن استتباعاً ، القول:‏

إن مجتمع الإسلام مجتمع جنس ، لاعقل ، ولا عبادة ، ولا إنسانية، ولا تحابب ، ولا ثقافة ، وفهم ، وعلم ، ودين .. ياويل أمة الإسلام من هؤلاء!‏

رجال الفتاوى ، باتوا أنبياء هذا الزمن الصهيوني ..‏

أحلوا جهاد النكاح ..‏

وأحلوا أن يقدم الرجل زوجته للقتلة ، يتناوبون عليها الواحد منهم بعد الآخر ..‏

وهناك فتاوى تحلل اللواط بين الجهاديين ..‏

وفتاوى تجيز لأهل النفط ، وأهل السعة والجاه التمتع بالنساء السوريات..‏

تقول التقارير الصحفية الغربية إن أكثر من ستين ألف امرأة سورية اغتصبت ، هذا غير اللواتي تمتع بهن عجائز النفط مقابل دولارات قليلة ..‏

وهناك جهاد المؤانسة وآخر الفتاوى لشيخ مغربي يحلل للمرأة استعمال الجزر والخيار «والقناني» للتمتع الجنسي ،‏

وقبل ذلك أحل القرضاوي قتل ثلث السوريين وأردف بعبارة «ومالو» ؟!..‏

وأفتوا بقتل العلماء ، أمثال العالم الكبير « محمد سعيد رمضان البوطي « الذائع الصيت في العالمين العربي والإسلامي بعلمه وكتبه وتقواه ، بفتوى قدمها شيخ من الأردن ، لايعرفه حتى قتلة البوطي أنفسهم ، ربما كان يهودياً ، وأظنه كذلك ، ومن رجال الاستخبارات الغربيين الذين تعج بهم الساحة الأردنية .‏

بأي منطق سنتعامل مع هؤلاء القتلة من حملة السواطير أو من صناع الفتاوى..‏

أومع أسيادهم في السعودية وقطر وتركيا وتل أبيب و واشنطن..‏

يقولون إنهم أصدقاء للشعب السوري..‏

تخيلوا أن كل دول الخليج تمنع أي سوري نازح من دخول أراضيها..‏

هم جاهزون لقتل السوريين مرتين ،‏

مرة باستباحة دمائهم وممتلكاتهم ،‏

ومرة أخرى باستباحة أعراضهم ..‏

ويتباهون بأنهم المؤمنون،‏

والباقون كفرة..أموالهم ودماؤهم وأعراضهم حلال .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية