|
آراء ظل يضيف إليه كل ما كتبه شقيقه الراحل أو ما كتب عنه تداعت إلى ذاكرتي زيارة كنت قد قمت بها في نهاية ثمانينات القرن الماضي إلى منزل الكاتب السوفييتي نيقولاي اوستروفيسكي مؤلف الرواية المعروفة «والفولاذ سقيناه» التي ترجمت إلى اللغة العربية كما هو معروف. ولم يكن منزل هذا الكاتب كما بقية المنازل التي يرحل عنها أصحابها من الكتاب العاديين، كان المنزل عبارة عن متحف حقيقي يشتمل على كل ما يخص صاحبه من الأقلام التي كان يستخدمها أثناء الكتابة إلى أدوات الحلاقة إلى الألبسة التي كان يرتديها إلى أدوات المعيشة المختلفة وصولا إلى كل ما كتبه هو أو ما كتب عنه خلال وبعد وفاته. ومن هنا اكتسبت مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود الواقعة على الحدود بين جمهوريتي أوكرانيا وجمهورية جورجيا والتي عاش فيها اوستروفيسكي اكتسبت مذاقاً خاصاً لدى متتبعي أخبار الأدباء والعلماء والفنانين العظماء حين زيارتهم لمدينة الكاتب ولمنزله- المتحف تحديداً. ولأن نبأ إقدام ألبرت الريحاني على محاكاة ما جرى في سوتشي في وطنه لبنان يعتبر حدثاً ثقافياً عظيماً فإن ذلك يجعل المرء يردد بأنها حقاً البداية الطيبة التي نتمنى أن تعمم ليس في لبنان فحسب بل في أرجاء الوطن العربي كافة وذلك من منطلق الحرص على تراث رواد النهضة العربية من خطر الضياع أو الاندثار بفعل الجهل أو التجاهل كسباً للمال وإن ما تصطدم به أعيننا أحيانا حين نقتني كتاباً من على رصيف شارع كان يجب أن يكون في مكتبة وطنية أو إحدى المؤسسات التعليمية، يجعلنا نتساءل عن إمكانية إصدار تشريع يلبي حاجة الطرفين معها حاجة وريث مكتبة الراحل عنها من جهة ومن جهة أخرى حاجة الوطن إلى حماية تراثه الذي لا يمكن أن يعوض من الكتب أو المخطوطات النادرة التي يجري الاتجار بها أحياناً. إن تشريعاً يصدر لتلبية مثل هذه الحاجة المزدوجة لابد أن ينمي لدى الوريث في حال غياب صاحب المكتبات الخاصة بصورة فجائية شعوراً أكثر التزاماً بالمواطنة وأقل انزلاقاً لجهة المتاجرة بما يكون المورث قد خلقه وراءه وقد يكون بين ما خلفه كتاب أو أكثر، له مكانته لدى مراكز البحث والدراسات العالمية لاعتبارات ربما لاتؤخذ يعين الاعتبار لدى من انتقلت إليه ملكية الكتاب عن طريق الوراثة. |
|