|
كتب ورهبان وراهبات ورجال دين وعصاة وغرباء ونساء حالمات وثكالى يتحدثون عن زمن اصطبغ بالهجر والأسرى والخوف والعماء وعن أمكنة صارت عناوين للفجائع والأحزان العميقة. كيف لا تستغرقه تلك السير الذاتية وهم يرون الألم يصير بحيرات من الدمع؟! فالاديب لايزال يدون ويسجل، يتألم ويحزن، فهو ابن عصره وابن التاريخ وربما الأزمات عملت على تحريضه على الإبداع ليكون شاهدا على العصر، فالوطن له علينا واجب ويجب أن نقف إلى جانبه، ولأن الحب سلوك وعطاء فكلمة أحب وطني لا تكفي، فلا بد أن يترجم هذا الحب إلى سلوك وممارسة وفعل أدبي يعكس كيفية تعاطيه مع الأزمة وتعاطفه مع ما يدور من حوله. ومع ذلك فكثير من الأقلام نراها تتلطى وراء ستار، هل جفت أقلامها ام جفت مآقيها من هول ماحدث، أم أن الحدث كان بعيداً عن اهتمامها، ولا ننكر أن بعض الأدباء وقفوا متحدين كل ما يجري حولهم بالعطاء فامتطوا سلاح القلم والإبداع، واقتحموا الساحات يرفعون رايات الوطن عاليا يدافعون عنه بفكرهم وعطائهم وأحاسيسهم التي كانت تختلط فيها دموع مآقيهم مع حبر أقلامهم. هي مهمة الأديب على مر التاريخ، ديوان عصره وسجل تاريخه، فهل ننتظر منه أكثر وفاء وأكثر عطاء، فلابد أن يأتي يوم ويسجل الوطن في أجندته أبناء عرفوا قيمة الوطن ونصرته وعزته، فكانوا سجلاً ناصعاً على صفحاته، فهل يكون أدباؤنا كما عهدهم الوطن دائما رمز العطاء والأصالة؟! |
|