|
كتب وما ذلك إلا لكون آذانهم قد اعتادتها، حتى لنجد أنفسنا ضمن قوقعة محكمة لا تتيح التنفس حتى لأصحابها، ونجدهم في الوقت ذاته يتقولون ويدّعون أن لغتنا العربية كائن حي يتطور وتطور الإنسان والحياة، لتلبي حاجاته المتجددة.
لقد تناول بحثي اللهجة الديرية كما نطقت بها العرب، فأوردت بعضها كما جاء بها قرآننا العظيم، وبعضاً منها كما قالوه في أشعارهم، بينما وجدت ما تبقى منها مخزوناً في أمات معاجمهم (كتاج العروس و لسان العرب والمحيط و الصحاح وغيرها). فما وجدته في القرآن الكريم ثبتّه دون نقاش، لأنه لا جدال فيه. فهو مَنْ أعجز العرب يوماً في صميم بلاغتهم وفصاحتهم. وما لم أجده فيه، لم أشك في عروبته، فالقرآن لم يورد كل كلمات العرب، ولم يُنـزَّل لمثل هذا الدور، فهو ليس كتاب أدب خالص و لا عِلْمَ صرف، إذ وجدتُهم قد حفظوا ذلك في خزائن أدبهم شعراً ونثراً وأمثالاً وحكماً ووصايا. |
|