|
|
مجتمع من هنا إذا كان إيقاع الطفل أكثر سرعة من غيره فهذا لايعني أن على الأهل حرق المراحل وتخطي الحضانة لتسجيله في الصف الأول أو القفز من صف إلى صف أعلى ذلك أن تخطي الصفوف يمكن أن يكون مفيداً للبعض إلا أنه قد يشوش البعض الآخر بسبب افتقارهم إلى النضوج الكافي.
ليس هناك من طريقة موحدة للتعامل مع الأطفال المتفوقين فكل حالة مختلفة عن الأخرى هذا التفوق والنجاح إذا أسيء إدارتهما لن تثمر بالضرورة حياة ناجحة إذ تشير الاحصائيات إلى أن ثلث الأطفال المتفوقين يرسبون كلياً في الصف العاشر، والثلث الآخر ينجح بنتائج متواضعة إلا أنه سرعان مايرسب في الصفوف اللاحقة وحده الثلث المتبقي يتفوق في دراسته وفي حياته المهنية لاحقاً فما سبب الفشل الذريع، إن صعوبات التواصل التي يواجهها الطلبة المتفوقون مع أترابهم ومع المعلمين فصحيح أن الأطفال يتعلمون بسرعة ويحفظون بسهولة لكنهم غالباً يتغاضون عن الالتزام بالاجراءات المتبعية للتعليم لسبب بسيط وهو أنهم ليسوا في حاجة إليها بمعنى آخر لايكتسبون حس الاجتهاد أو يكترثون للمنهج المتبع. الطفل المتفوق يفهم بداية ونهاية المسألة من دون أن يتمكن بالضرورة من تفسير مسار أفكاره والطريقة المتبعة لحل المسألة فهو مثلاً . لن يعرف كيف يعرضها ويناقشها ويبرهنها الأمر الذي قد يعوقه في المستقبل ولاننسى كذلك أنه بسبب سرعة إيقاعه نادراً مايتبع إيقاع أترابه البطيء بالنسبة إليه مايؤدي في نهاية المطاف إلى شعوره بالضجر وبعدم الاهتمام بالدروس المعطاة فيتراجع مستواه ويدخل في صراع مع المدرسة التي تطلب من التلاميذعادة الانصهار ضمن المجموعة وعدم إزعاج الآخرين نتيجة لهذا التهميش الذي يشعر به يصبح الطفل ميالاً إلى الرسوب والجنوح واكتساب سلوكيات مضطربة. أهالي الأطفال المتفوقين يتمنون بقاء أطفالهم بمدارس خاصة كي لايصطدموا بالنظام الدراسي التقليدي الذي يمكن أن يؤثر سلباً فيهم ويؤدي إلى فشلهم لاحقاً فبعضهم يتألق ضمن هيكلة خاصة ومتميزة أما الآخرون منهم فينجحون مع الهيكلة الدراسية الكلاسيكية بفضل بعض المعلمين الواعين لحالتهم الخاصة والذين يقدمون لهم الرعاية اللازمة. |
|
