تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طحــــالــب

لبنان
معاً على الطريق
الاربعاء15-7-2009
نبيه البرجي

ألا يصيح هؤلاء كما صاح أحدهم: أيها الناس، اغسلوا ادمغتكم بنقيق الضفادع؟

كما لو أن صناعة الدولة، أو صناعة السلطة،‏

أو صناعة المجتمع هي صناعة الانفلونزا وليست، كما قال موريس دوفرجيه، هي الدخول الفذ في عبقرية (وجنون) المستقبل.‏

كفانا ذلك الاجترار اللغوي الرث والممل. كفانا الوقوف عراة في قاعة المزاد العلني ، ونحن نصيح (أيها السيد الغراب) بين أشيائنا، الأحرى بين أشيائهم ، البالية.‏

لن ندخل في التفاصيل التي بات يضيع فيها حتى الشيطان ، ولن نصفق ثانية لبديع الزمان الهمذاني، ومقاماته اليومية المستحدثة والتي لم تعد تصلح حتى علفاً للدجاج ، لدينا همومنا، ولدينا هواجسنا، ولدينا تلك الرغبة ، اذا تركوا لنا من رغبة ، في أن يكون لنا أفق ..‏

الغرابة أنهم لغة ، أو بَلغو الدجاج يتحدثون عن الافق . ذاك الافق المقفل بالشمع الاحمر.‏

لاأحد يتنبه الى ان مخالب بنيامين نتنياهو تدنو من جلدنا ، لا بل انها لامسته فعلاً اذا كانوا يسمعون تصريحاته ولا يصمّون آذانهم لأن الخطر يأتي من مكان آخر . ذاك المكان الذي هو بوابتناالى العروبة ، والى التاريخ ، ان لم يكن الى الجغرافيا ، وأي جغرافيا دون تلك العلاقة الخلاقة مع دمشق؟‏

ولكن ألم يقل ايف لاكوست ان التاريخ العظيم مثل النهر العظيم يجرف الطحالب . ذاك أمر لا ريب فيه، فدينامية الواقع ، بل وجدلية الواقع تفرض ذاك الايقاع الذي يعيد العلاقات بين الأهل الى طبيعتها ، وها هي تعود لأن القضايا المشتركة، المخاطر المشتركة ، المصالح المشتركة اكبر بكثير من منطق الطحالب ، إن حكت ، وهي تحكي ولاتتوقف عن الحكي.‏

السياسة فن، كما نعلم لاأحد قال إنها.. فن البلاهة!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية