|
لبنان كما لو أن صناعة الدولة، أو صناعة السلطة، أو صناعة المجتمع هي صناعة الانفلونزا وليست، كما قال موريس دوفرجيه، هي الدخول الفذ في عبقرية (وجنون) المستقبل. كفانا ذلك الاجترار اللغوي الرث والممل. كفانا الوقوف عراة في قاعة المزاد العلني ، ونحن نصيح (أيها السيد الغراب) بين أشيائنا، الأحرى بين أشيائهم ، البالية. لن ندخل في التفاصيل التي بات يضيع فيها حتى الشيطان ، ولن نصفق ثانية لبديع الزمان الهمذاني، ومقاماته اليومية المستحدثة والتي لم تعد تصلح حتى علفاً للدجاج ، لدينا همومنا، ولدينا هواجسنا، ولدينا تلك الرغبة ، اذا تركوا لنا من رغبة ، في أن يكون لنا أفق .. الغرابة أنهم لغة ، أو بَلغو الدجاج يتحدثون عن الافق . ذاك الافق المقفل بالشمع الاحمر. لاأحد يتنبه الى ان مخالب بنيامين نتنياهو تدنو من جلدنا ، لا بل انها لامسته فعلاً اذا كانوا يسمعون تصريحاته ولا يصمّون آذانهم لأن الخطر يأتي من مكان آخر . ذاك المكان الذي هو بوابتناالى العروبة ، والى التاريخ ، ان لم يكن الى الجغرافيا ، وأي جغرافيا دون تلك العلاقة الخلاقة مع دمشق؟ ولكن ألم يقل ايف لاكوست ان التاريخ العظيم مثل النهر العظيم يجرف الطحالب . ذاك أمر لا ريب فيه، فدينامية الواقع ، بل وجدلية الواقع تفرض ذاك الايقاع الذي يعيد العلاقات بين الأهل الى طبيعتها ، وها هي تعود لأن القضايا المشتركة، المخاطر المشتركة ، المصالح المشتركة اكبر بكثير من منطق الطحالب ، إن حكت ، وهي تحكي ولاتتوقف عن الحكي. السياسة فن، كما نعلم لاأحد قال إنها.. فن البلاهة! |
|