تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سيرمى بها..!

رؤيـــــــة
الاثنين 29-1-2018
سعاد زاهر

أفراد قلائل يصرون على صنع صوتهم الثقافي السوري المتفرد..!

تعثر عليهم حين لاتبحث عنهم.. بينما تتابع أحد المؤتمرات، او حين تتابع بعض أعمالهم الفكرية او الفنية، ولكنهم من الندرة بحيث قد تمضي سنوات طويلة قبل ان تعثر على شبيه لهم..!‏

بضعة افراد في الظل..!‏

كأنهم ينحتون في الصخر لتظهر أعمالهم رغم أهميتها.. وحاجتنا اليها!‏

من النادر أن يتبناها او يسوق لها احد، رغم ماتمتلك من عمق ابداعي، وبعد فكري، وسعي نحو التجديد والاختلاف.. ولكن من يهتم.. ؟!!‏

الذائقة السائدة اعتادت على هضم الأحجار الثقافية والفنية مهما كانت ثقيلة، وغير قابلة للبلع، وحتى ان ابتعدت كما يحدث الان، ولم تهضمها.. أي هم.. ؟!‏

هذه الذائقة تطغى وتنتشر، و المروجون لها يحاولون اقناعك بها بشتى الوسائل، لانحضر نشاطا أو فعالية، الا ونسمع معلقات مدائحية عن ابداعاتهم تلك والتي لاتوجد الا في أذهانهم..!‏

رضى تام.. واعجاب بما يقومون به، وعليك ان تسير على المنوال ذاته، والا..!‏

حالة الرضى الزائف.. كارثة كبرى ان لم نفلت منها!‏

أعتقد انهم في اعماقهم يدركون ضحالة مايفعلون، مجرد متابعتهم لما نعيشه مما يرمى الينا عبر مختلف الوسائل التقنية، واجراء مقاربة بسيطة تكشف ضحالة فعلنا الثقافي.‏

الغريب.. ان الاصوات المتفردة التي نكتشفها في اوقات مختلفة، والذهنيات العميقة التي لو تقدمت الى الصفوف الاولى، لقلبت موازين الابداع والتلقي، تخنق لصالح تصعيد كل هذه الهشاشة والضحالة التي تحيط بنا..‏

مانعيشه من تصعيد العفن الى السطح، واخفاء الجوهري، قد يعتقد من يتبنى هذا المبدأ انه يحمي ذاته الضحلة.. لكن تجارب السابقين ومنطقية الحياة، تكشف ان الرغوة التي تطفو.. ماهي الا هلام سيصار الى رميه آجلا ام عاجلا..!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية