|
معاً على الطريق وبعد محاولات متعددة لسرقة حق تمثيل الشعب العربي السوري تلوح سوتشي كمكان طيب يجمع الممثلين الحقيقيين للمجتمع السوري وسط ترحيب شعبي روسي باستضافتهم لما يجمع الشعبين من علاقات وشيجة تمتد في العمق المجتمعي وتنعكس مواقف سياسية صادقة. فماذا عسانا نجني كمواطنين في هذا اللقاء التاريخي من نتائج يمكن أن تسهم في إيجاد مخرج فاعل للأزمة الناجمة من العدوان الغربي الاستعماري والإرهابي المستمر منذ سبعة أعوام؟. المأمول من هذا المؤتمر الوطني يحاكي الطموح الوطني الصادق فيما الصدمة المتوقعة تأتي من جانب من باعوا أنفسهم للشياطين وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا عملاء مأجورين للغرب الأوروبي والأميركي فضلاً عن النكوص في العمالة للأنظمة الرجعية في كل من أنقرة والرياض والدوحة إمعاناً في الخيانة والارتباط الخارجي وزيادة في محنة الشعب العربي السوري الذي احتمل وصمد وضحى التزاماً وانتماءً وولاءً صادقاً بالوطن كشعب وأرض وسيادة وهو وحده صاحب الحق في القول الفصل في اختيار شكل وطبيعة وبنية الدولة في مرحلة ما بعد الانتصار على الإرهاب وعلى العدوان الغربي الاستعماري في آن .وهنا نرى كسوريين أن اختيار سوتشي كمكان لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري إنما يشكل بادرة حسنة ومبادرة إيجابية تضطلع بها دولة كبرى ذات عضوية دائمة في مجلس الأمن تنطلق في سياستها الخارجية والدولية من الالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترام القوانين والاتفاقيات الدولية واتباع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام حق الشعوب في اختيار نظامها السياسي الذي تريد بعيداً عن الضغوط والتدخل الخارجي ، ومن هنا يمكن تفهم الظروف التي تحكم انعقاد هذا المؤتمر التاريخي بما يمثل من حالة تعاقدية اجتماعية فوق دستورية برعاية أممية وتنفيذ روسي متوازن وضامن يضع اللبنات القوية للمستقبل الديمقراطي ويصوغ المبادئ الوطنية ويحافظ على الثوابت الوطنية في الوحدة والسيادة والحق في امتلاك جميع أسباب القوة التي تحمي وحدة وسيادة البلاد أمام أي مخاطر خارجية أو داخلية وضد الإرهاب الدولي بشكل أساسي أيضاً. وفي مواجهة الأمل بالنجاح تقف عقبات تمثلت بمحاولات أميركية لإفشال مسعى المواطنين السوريين بمختلف شرائحهم لإيجاد مخرج توافقي يضعون عليه بصمتهم الجامعة ويدفعون به في وجههم ووجه كل محاولات التخريب والعدوان ، فعندما يتوافق السوريون على صيغة يودعونها وثائق الأمم المتحدة فإنهم بذلك يسقطون كل محاولات الاعتداء بأساليب أسهل وأسرع مما حاربوا به الإرهاب والاعتداءات الاستعمارية التي خدمت الصهيونية في مرحلة تمثلت بتفتيت بنيان النظام العربي الرسمي في الوقت الذي صمدت خلاله سورية متمسكة بسيادتها ووحدة أرضها فواجهت أعتى حالة عدوان وانطلقت لمرحلة تمنع تكرار تجربة الإرهاب عبر توافقات مؤتمر سوتشي ، لتبدأ بعده العملية الأكثر ثباتاً وقوة فوق الأرض السورية من خلال متابعة ما سيتم عليه الاتفاق في سوتشي حيث يتحدد شكل وطبيعة وآليات إدارة الدولة ومهامها وتوقيتات التنفيذ وفق رؤية السوريبن وقرارهم الوطني المستند إلى التكامل المجتمعي والتشارك في وضع برنامج إصلاح سياسي يشكل خلفية ومرجعية لعمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لاحقة. ويرى السوريون في سوتشي ومؤتمرها قوة إضافية في عكس الموقف الوطني الثابت في البحث عن أي سبيل لإيقاف نزيف القتل والعودة إلى المؤسسات الدستورية وتأطير النشاطات الوطنية ضمن حدود القانون. |
|