|
الثورة - رصد وتحليل وتكفير آثام جرائمها على امتداد مساحة الجغرافيا السورية، وفي كل مرة تطفو على السطح انعكاسات شرذمتها وعبثية توحيد صفوفها وغلو ارتهانها الاعمى للغرب الاستعماري وأعراب الخليج الحاقدين رغم يقينهم المبطن ان مساحات نصر الدولة السورية الى ازدياد وأنهم لن يغيروا من حتمية الانتصارات ولن ينالوا من إصرار السوريين على دحر الارهاب ورفض المشاريع التقسيمية. بعيداً عن مؤتمر سوتشي الذي يبدأ اليوم وما قد يفضي اليه، فإن الدولة السورية ومن باب حرصها على المصلحة الوطنية الكبرى طرقت وتطرق ابواب التسوية السياسية , وانطلاقاً من مسؤوليتها لم تأل جهداً في التقاط أي اشارات ترى فيها بواعث أمل لانفراجة مأمولة للأزمة والبحث عن حلول توقف الحرب، رغم ادراكها المسبق ان معارضات الخارج لا انتماء وطنياً لها ولا رغبة حقيقية لمشغليها في تطويق دائرة الحرب المعلنة على السوريين. دق جرس سوتشي معلناً بدء مرحلة مفصلية من عمر الازمة في سورية فارضاً معادلة سياسية جديدة مختلفة عن جنيف وآستنة رسمتها انتصارات الجيش العربي السوري، فقطار الحلول السياسية قد أعلن انطلاق جولة حوار وطني لا تشبه ما قبلها ولن تؤثر عليها اشتراطات عبثية من «معارضات» غارقة في عمالتها ولاتزال تعول على اعداء سورية للحصول على بعض التغييرات على الارض فلم تكن أكثر من قنابل موقوتة تفجر عن بعد متى أراد صانعها ومشغلها أن يفعل ذلك ، الا أن الدولة السورية عطلت وفككت هذه القنابل الموقوتة واحدة تلو الأخرى، وسواء خرج سوتشي بنتائج ايجابية ام لا، ستستمر الدولة بنهجها المعتاد على الصعيد السياسي عبر المصالحات الوطنية وحضور المؤتمرات الدولية انطلاقا من مسؤوليتها لإعادة الامن لكل شبر من الاراضي السورية، وبنفس الوقت المضي قدما في محاربة الإرهاب، حيث يواصل الجيش العربي السوري انتصاراته قاطعا الطريق على كل المحاولات التركية والأميركية لاشعال جبهات جديدة تقف في طريق سوتشي، فقد احترقت جميع أوراق اللعب لديهما من «داعش» الى «قسد» وأصبحت غير قادرة على تغيير المشهد الاستراتيجي، خاصة أن الاميركي اعترف بتكسر أغضان اردوغان في عفرين. بدل «سوتشي» وجه المشهد السياسي كونه شكل قبلة جديدة سترسم ملامح المرحلة المقبلة وان كانت الانتصارات الميدانية قد عبدت طرقه، ومنه سيعلن انتصار الدولة السورية وهو ماجاء على لسان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عندما رد على واشنطن وباريس عبر صحيفة أزفيستا، فقد اتهمهم بمحاولة عرقلة عقد المؤتمر عبر استمرار دعمهم للارهاب وفتحهم لجبهات ارهابية جديدة، فعقب على ذلك لافروف بالقول أنه لن يمر دون ثمن، لذا في حال استمرارهم بهذا التعنت سترى تلك الدولتين رداً يقلب كافة الموازين ويعزز قوة الدولة السورية. ورغم كل حماقات « معارضات الخارج» أعلنت 400 شخصية من «معارضات الداخل» مشاركتها، بالمقابل حافظت بعض أطرافها المدعوة « هيئة التنسيق» على ارتهانها وعراقيلها معلنة عدم المشاركة، فيما اعترضت ما تسمى «الإدارة الذاتية الكردية» على المشاركة بحجة العدوان على عفرين، بيد أن كل هذه الاعتراضات لاتعدو كونها محاولات يائسة ترفض الاقرار بفشل خططها وانهزام كل المشاريع التي حاولت تمريرها لاعداء سورية ،فمؤتمر الحوار السوري انطلق من سورية ولأجلها. مع انطلاق الحوار الوطني السوري السوري اليوم بحضور من اثبت انه المعني الحقيقي بايجاد الحلول للازمة في سورية، سربت بعض الوسائل الاعلامية الوثيقة النهائية للمؤتمر، والتي تقوم على رفع العقوبات الأحادية عن دمشق وتبني إجراءات لبدء إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، من دون ربط ذلك بأي بعد سياسي، وبحسب التسريبات التي نشرت وثيقة مؤلفة من 12 بندا ركزت بمعظمها على وحدة سورية واستقلالها واعادة اعمارها والحفاظ على أمنها والاعتزاز بالجيش العربي السوري، ومن أبرز ما جاء في هذه الوثيقة المسربة « بأن الجيش وطني قوي وموحد ومحترم يفي بمهامه في إطار الامتثال الصارم للدستور وأعلى المعايير- الاحترام و التمسك بكامل السيادة، الاستقلال، سلامة أراضي و وحدة الجمهورية العربية السورية، أرضاً و شعباً». أردوغان اللاهث وراء تأجيج الأوضاع، لم يهتم بانطلاق مؤتمر الحوار الوطني بل تجاوزه عبر محاولة اشعال جبهة عفرين لتمرير مزيد من العراقيل، ومع دخول عدوانه يومه التاسع مخلفاً مزيداً من الضحايا المدنيين وتدمير للبنى التحتية بل تطاولت يداه الآثمة على تاريخ البلاد عبر استهداف اثارها فقد ارتفعت اعتداءاته لتدمير ثمانية مواقع آثرية، وهو ما أنعش لديه حسه العثماني ليقرر التطاول على ادلب ايضاً ووجد بنفسه القوة على تمديد غزوه نحوها. ومع دخول العدوان التركي على عفرين يومه التاسع من دون تحقيق نتائج تذكر عدا قتل وتدمير للحجر والبشر، عاد التلون للموقف الاميركي ليعلن عن فشل هذا العدوان ، حيث قال قائد القوة الأميركية الغازية في شرق شمال سورية، ان الجيش التركي فشل في عدوانه على عفرين فهو لم يستطع التقدم سوى4 كيلومترات غير مكتملة، مضيفا أن تركيا أبلغتهم أنها خلال 4 أيام ستنهي معركة عفرين ومضت ثمانية أيام ولم تصل على ساحة عفرين حتى، واعترف الجنرال الاميركي هنا بالضوء الاخضر الذي اعطته واشنطن لتركيا لكن اذا لم تنه عدوانها بسرعة واستمرت لأشهر قد يؤدي لازمة تدفع بانسحاب تركيا من التحالف الاطلسي ، واذا انسحبت تركيا من التحالف، فان الجيش الأميركي سيوقف تسليم الاسلحة و الذخيرة لهم، فواشنطن تدعي انها لن تتخلى عن الاكراد بشكل كامل ولو شكل الامر ازمة بين الطرفين، رغم ان واشنطن لم تخرج عن تلونها فقد أدرجت على لائحتها الاكراد التابعين لحزب العمال الكردستاني كارهابيين، وهو ماجاء مؤخراً عبر موقع الاستخبارات المركزية الأمريكية، فما وراء هذا الاعلان الآن؟ وفي نفس السياق يقامر ما يسمى « الجيش الحر» والفصائل المنضوية تحته بانضمامهم للقتال الى جانب التركي في عدوانه على الارض السورية بذريعة ضرب المشروع الكردي في الشمال وطبعا الغايات ابعد وادهى من ذلك بكثير الامر الذي كشفت ابعاده صحيفة الأوبزرفر التي نشرت مقالا شرحت فيه اسباب هذا الانخراط المفضوح الغايات وجاء في المقال نقلاً عن احد الارهابيين الفارين بأن تركيا دربت التنظيمات الارهابية على حدودها مع سورية والذين وصل عددهم الى نحو 500 ارهابي، والذين أشركتهم في عدوانها على عفرين بهدف إنهاء الوجود الكردي على الحدود السورية التركية، كونها تحصل على دعم وسلاح امريكي، من هنا راهنت تركيا بتدريبها هؤلاء الارهابيين خلال العامين الماضيين على جعلهم موحدين لمواجهة الدولة السورية ، وهو مافشلت به . وجه الارهاب الأسود المتآمر في الشمال يشابه الحال في الجنوب فرغم دخول الغوطة الشرقية في اتفاق تخفيف التوتر بهدف اعادة الامن للمناطق المحيطة بها، الا أن «جبهة النصرة « و»فيلق الرحمن» الارهابيين يواصلون خرق الاتفاق واستهداف المدنيين ومهاجمة الجيش السوري في حرستا، فقد تحدثت مصادر ميدانية عن صد الجيش السوري هجوماً شنه ارهابيي تنظيمات «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» و»فيلق الرحمن» باتجاه نقاطه في محيط إدارة المركبات، من جانب أخر قضى الجيش السوري على على أكثر من 15 ارهابياً في منطقة حزرما في غوطة دمشق الشرقية. خرق خفض التوتر لم يكن فقط في غوطة دمشق بل وصل الى ريف حمص وهذه المرة كان في قرية جبورين حيث قامت التنظيمات الارهابية المنتشرة في الفرحانية غرب تلبيسة والغنطو بالريف الشمالي ، باستهداف القرية بأكثر من 40 قذيفة ما تسبب بإصابة 4 مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة ووقوع أضرار مادية بعدد من منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة. |
|