تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دمّر معبداً أثرياً وعدداً من المنازل والمساجد في عفرين ومحيطها...نظام أردوغان يرتكب مجزرتين في قريتي قبلي وخليل بعدوانه المتواصل

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأثنين 29-1-2018
ارتكبت قوات النظام التركي مجزرتين راح ضحيتهما عدد من المدنيين في قريتي قبلي وخليل وذلك في عدوانها المتواصل لليوم التاسع على التوالي على المنازل ودور العبادة والمواقع الأثرية في منطقة عفرين والقرى المحيطة بها بريف حلب الشمالي.

وذكرت مصادر أهلية لسانا أن النظام التركي قصف خلال الساعات الماضية بمختلف أنواع الأسلحة تجمعاً للمهجرين في قرية قبلي بمحيط مدينة عفرين ما أسفر عن استشهاد 3 مدنيين على الأقل كحصيلة أولية وإصابة 4 آخرين بجروح، لافتة إلى «وقوع مجزرة أخرى ارتكبها العدوان التركي بحق أهالي قرية خليل التابعة لناحية شيخ الحديد ما أدى لاستشهاد عدد من المدنيين وإصابة عدد آخر».‏

ولفتت المصادر الأهلية إلى أن قوات النظام التركي اعتدت أيضاً على نواحي بلبلة والمعبطلي وقرية حمام في منطقة عفرين ما تسبب باستشهاد وإصابة عدد من المدنيين بجروح بينهم رجل مسن يبلغ من العمر 75 عاما ووقوع أضرار مادية بالممتلكات.‏

وارتكب النظام التركي قبل يومين مجزرة بحق المدنيين راح ضحيتها 7 أشخاص من أسرة واحدة نتيجة قصفه الاحياء السكنية في ناحية المعبطلي في منطقة عفرين.‏

وأفادت المصادر بأن قوات النظام التركي قصفت بمختف أنواع الأسلحة والمدفعية الثقيلة قرى وبلدات في ناحية جنديرس بمنطقة عفرين شمال مدينة حلب بنحو 63 كم ما تسبب بتدمير عدد من المنازل والمحلات التجارية ومسجد صلاح الدين الأيوبي ومقبرة ناحية جنديرس الواقعة في الريف الجنوبي الغربي لمدينة عفرين.‏

وبينت المصادر الأهلية أن العدوان التركي على مختلف القرى والبلدات بمحيط عفرين تسبب بوقوع أضرار كبيرة في البنى التحتية والخدمية ولا سيما شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء الأمر الذي سيؤدي إلى تعريض حياة المدنيين للخطر بسبب عدم قدرتهم على الحركة لتأمين المياه والغذاء تحت القصف المتواصل.‏

وأسفر العدوان التركي في أسبوعه الأول عن استشهاد 86 شخصا وجرح 198 من المدنيين بينهم نساء وأطفال وكبار في السن إضافة إلى وقوع أضرار مادية ودمار بالبنى التحتية بينما توقفت الحركة في منطقة عفرين والقرى التابعة لها نتيجة القصف الكثيف المتواصل.‏

وفى سياق متصل ذكرت المديرية العامة للأثار والمتاحف في وزارة الثقافة في بيان لها ان عدوان النظام التركي على المواقع الأثرية في منطقة عفرين أدى الى تدمير معبد أثرى في عين دارة الذي يعود الى الألف الأول قبل الميلاد.‏

ويقع المعبد في موقع تل عين دارة الأثري أحد أهم مدن مملكة بيت أغوشي الآرامية ويتميز بمنحوتاته النادرة المصنوعة من الحجر البازلتى وتم اكتشافه عام 1982من قبل بعثة وطنية.‏

ودعت المديرية في بيان لها المنظمات الدولية المعنية وكل مهتم بالتراث العالمي الى إدانة هذا العدوان والضغط على النظام التركي لمنع استهداف المواقع الأثرية والحضارية في منطقة عفرين إحدى أغنى البقاع السورية بالآثار والتراث الثقافي.‏

وأكدت مديرية الآثار أن هذا العدوان يعبر عن مدى الحقد والكراهية والهمجية التي يمتلكها النظام التركي ضد الهوية السورية وضد ماضي الشعب السوري وحاضره ومستقبله.‏

ويتميز معبد عين دارة بمنحوتاته النادرة المصنوعة من الحجر البازلتي وتم اكتشافه عام 1982من قبل بعثة وطنية كما أسهمت بعثة يابانية من متحف الشرق القديم في طوكيو بترميم بعض منحوتاته.‏

ويعد تل عين دارة الأثري أحد أهم مدن مملكة بيت أغوشي الآرامية وتبلغ مساحة الموقع نحو 50 هكتارا.‏

وفي سياق ردود الفعل المندد بالعدوان تظاهر آلاف الأشخاص في العاصمة النمساوية فيينا تنديدا بعدوان النظام التركي على منطقة عفرين شمال سورية.‏

ونقلت وسائل إعلام نمساوية عن مصادر في الشرطة قولها إن المتظاهرين جابوا شوارع فيينا ثم احتشدوا أمام مبنى سفارة النظام التركي مستنكرين عدوان نظام رجب طيب أردوغان الذي تسبب بمقتل وجرح العديد من المدنيين.‏

ووصف المتظاهرون أردوغان بـ «الفاشي» و»الإرهابي» مطالبين المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بالضغط على أنقرة لوقف كل أشكال القتل والجرائم الذي يمارسه نظام أردوغان.‏

من جهة ثانية ندد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي اوزتورك يلماز بدعم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.‏

وأشار يلماز إلى أن الجميع يعرف أن التنظيمات الإرهابية في سورية كانت في خدمة مشاريع ومخططات أمريكا و مشيخات وممالك الخليج في سورية.‏

ولفت يلماز إلى التناقض بين تصريحات أردوغان وأفعاله وقال إن «أردوغان يتحدث عن وحدة سورية ولكنه يفعل كل شيء من أجل استمرار الوضع في سورية على حاله» مبينا مخططات أردوغان ضد سورية وأحلامه بتقسيمها.‏

بدوره أشار آران اردام عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري إلى أن أردوغان أسس المجموعات الإرهابية «وأرسلها لقتل الشعب السوري» موضحا انه «لولا تدخل أردوغان في سورية لما كان هناك الآن «داعش» و»النصرة» وعشرات التنظيمات الإرهابية».‏

وبين اردام أن ما يسمى «الجيش الحر» ليس إلا مجموعة من المتطرفين الوهابيين القتلة وقطاع الطرق وليس بينهم وبين عناصر تنظيمي النصرة و»داعش» أي فرق عقائدي وإجرامي» مضيفا «كيف لنا أن نثق بهؤلاء المرتزقة فهم خانوا وطنهم سورية وهم على استعداد ليخونوا أردوغان الذي دربهم وقام بتسليحهم».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية