تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوسائل التعليمية للكفيف مشـاعل نور ونوافذ إلى أسـرار الحياة

مجتمع
الخميس 9-7-2009م
ماري بدين

دعيني أتلمس مجسم القلب لعلي أستوضح بعضاً من أقسامه فأدرك تماماً كيف يتدفق الحب في الشرايين والأوردة، وهل يتدفق في أجسام البشر جميعهم تجاهنا بقوة، وهل الدم المتدفق في أجسام البشر له التركيب نفسه.أرجوك دعيني أتلمس،

وكم أنا سعيدة بهذا المجسم الذي وضح لي الكثير من الأمور هذا ما رددته ابنتي لميس الطالبة في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين في درس علم الأحياء.‏

كم أنا سعيدة بتلمس طلابي للمجسمات وللوسائل المعينة، وعلى ضوء المقارنة بين قيمة الوسيلة التعليمية للتلميذ المبصر ولزميله الكفيف فإن قيمتها بالنسبة للكفيف تكون أكثر نظراً لظروفه الخاصة.‏

فالوسيلة تجعل الحواس الباقية وخيال الكفيف في حالة إيجابية وفي حالة نشاط وارتباط بالدرس والمدرس، وهنا تبرز أهمية وضرورة استخدام الوسيلة التعليمية في التدريس في معاهد المكفوفين، فهي تقدم أساساً مادياً للتفكير والإدراك وتقدم خبرات وقدرات تدعو التلميذ الى النشاط الذاتي وتنمي فيه ديمومة الى جانب كونها تقدم خبرات ليس من السهل الحصول عليها بطرق أخرى. ولا تنحصر قيمة الوسائل التعليمية فحسب بل تشمل الكثير من الاعتبارات أهمها ما يلي:‏

1- المعالجة اللفظية: أي تدعيم الحقائق والألفاظ بالوسائل التعليمية المناسبة ليتضح لدى التلاميذ معناها ويفهموا مدلولها وتصبح واضحة في أذهانهم.‏

2- الايجابية وإثارة الاهتمام: يساعد استخدام الوسائل التعليمية على زيادة إيجابية التلاميذ بموضوع الدرس وهذا واضح إذا ما استعان المدرس بعدة وسائل لشرح الدرس وأفكاره الرئيسية فيظهر على التلاميذ الاهتمام والانصات ويتتبعون الدرس بشوق وشغف.‏

3- جعل التعليم باقي الأثر: فالوسائل التعليمية إذا أحسن استخدامها تجعل التعليم أقوى أثراً إذ إنها تقدم خبرات حية قوية التأثير واضحة المعالم.‏

4- للوسائل التعليمية خاصية إثارة النشاط الذاتي والحماس في التلاميذ فتدفعهم الى القيام بأوجه مختلفة من النشاط.‏

5- توسيع خبرات التلاميذ: هناك موضوعات دراسية بعيدة المنال أو فوق مقدور التلاميذ الإلمام بها بصورة مباشرة، ولكن الوسيلة التعليمية يمكن أن تجعل الإلمام بهذه الموضوعات ميسوراً.‏

6- جودة التدريس: ويقصد به هنا توفير الوقت والجهد وزيادة الوضوح والوسائل التعليمية والأفكار وتقلل الجهد وتضاعف من حيوية الدرس تحسين وإجادة العملية التعليمية.‏

وصفوة القول إن استخدام وتوظيف الوسائل التعليمية في معاهد المكفوفين هي توهج واشتعال وإنضاج لطاقاتهم وتوظيف لقدراتهم الانسانية ومواهبهم التي يمكن أن تظل حبيسة بغير توظيف ونحن نعلم جميعاً أن الحياة في تطور مستمر فلا بد أن تتجدد وتتحدث طرائق التدريس لتواكب التطورات.‏

بطاقة تعريف‏

ماري بدين‏

- موجهة أولى لمادة العلوم‏

- تنفذ شارات ذوي الاحتياجات الخاصة في البرامج التلفزيونية‏

- مشرفة على امتحانات ذوي الاحتياجات الخاصة‏

- متخصصة بالمكفوفين وكيفية تعليمهم .‏

‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية