تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل تنطبق عليه عبارة صانع سلام ؟

لوموند
ترجمة
الخميس 9-7-2009م
ترجمة: سهيلة حمامة

إن عبارة «صانع للسلام» تتردد كلازمة في دبلوماسية نيكولاساركوزي الذي يحب المراهنة على العامل الشخصي في العلاقات الدولية. كذلك نسب لنفسه العديد من النجاحات.

لكن تم تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة في 18 كانون الثاني بعد حرب استمرت 22 يوما. ولم يتعلق الأمر باتفاق مع فرنسا ولكن بإعلانين ، أحدهما من جانب إسرائيل والثاني من طرف حماس والعمليات الإسرائيلية توقفت قبل يومين من استلام أوباما مهامه في البيت الأبيض.‏

لقد انتظر ساركوزي عشرة أيام على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة لزيارة المنطقة ، وبعد ملاحظة الغياب الأميركيه قام بجولة سريعة خاطفاً النجومية من وفد أوروبي زار كلاً من مصر والضفة الغربية وإسرائيل وسورية ومن ثم مصر من جديد.‏

أدت هذه الرحلة الى تقديم خطة مشتركة فرنسية مصرية للتوصل إلى هدنة فورية وتعزيزها. هذه الخطة لم تجد ترجمة عملية ولم تؤد إلى وقف سريع للمعارك لأن جهود ساركوزي اتسمت بالهشاشة، واستمر العدوان الإسرائيلي لمدة أسبوعين آخرين.لقد قام ساركوزي بتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر لأنها المدخل المهم لدخول الدبلوماسية الفرنسية إلى المنطقة والعامل الرئيس لمشروع الاتحاد المتوسطي الذي أطلق عام 2008 إن أسس التسوية كما كان يتصورها ساركوزي هي برفع الحصار وآلية رقابة دولية لمنع دخول الأسلحة، وفي 11 أيار الماضي بين كوشنير وزير الخارجية الفرنسي أمام الأمم المتحدة حصيلة هذه الورشة غير المثمرة داعياً إلى حشد الطاقات .‏

تغيرت اللعبة الدبلوماسية كثيرا منذ أن بدأ الرئيس أوباما خوض معترك السياسة، لقد أثار الدور الأوروبي الانتباه في كانون الثاني الماضي، واليوم يبدو أكثر ترددا.‏

في النهاية ، لم يقم ساركوزي بوقف إطلاق النار في غزة لقد أعلن عن قدرته على الحديث مع العديد من القادة وهي ثمرة انفتاحه منذ عام 2008 على إسرائيل وسورية. لقد وضع مسارات لما يأمله بدور فرنسي لاحق في التجاذبات الكبيرة القادمة في الشرق الأدنى والأوسط.‏

وفي ملف جورجيا، كانت أولوية الرئيس الفرنسي لتجنب أزمة خطيرة بين روسيا وأوروبا، وبالتالي التنازلات المتعددة للنظام الروسي في مراحل مختلفة.‏

سيذكر المؤرخون يوما أن ساركوزي تمكن في 12 آب 2008 ،زمن وقف إطلاق النار بين روسيا وجورجيا ومنع وصول الدبابات الروسية إلى تبليسي ومع ذلك لايوجد أي دليل حتى الساعة يشير إلى أن احتلال العاصمة الجورجية كعام 1921 كان في نية الكرملين.‏

كذلك تم نشر مراقبين أوروبيين في جورجيا. لكن في الأمكنة التي توافق روسيا على تحملهم فحسب، بعدئذ أعطى ساركوزي انطباعا بالتخلي عن ذلك الملف لدائرة مباحثات جنيف حول تسوية إقليمية في الشرق الأوسط وفي القوقاز سجل ساركوزي نتائج ليست مشجعة لقد ضمن لنفسه ظهوراً واسعاً لكنه لم يصنع المعجزات أبدا، إذ إنه أخفق كثيرا ونجح قليلا ولاسيما في التأثير على الحكومة الإسرائيلية بخصوص حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية وثني رئيسها عن الاعتداءات التي يرتكبها دوماً بحق الشعب الفلسطيني.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية