|
باكو بعد ذلك جرى بحضور الرئيسين توقيع عدد من الاتفاقيات بين سورية واذربيجان في مجالات الاستثمار والصناعة والطاقة والثقافة والاعفاءات المتبادلة الخاصة بالدبلوماسيين ومذكرة تفاهم حول تأسيس لجنة مشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني والثقافي.
ثم أدلى الرئيسان الأسد وعلييف بتصريح للصحفيين. وقال الرئيس الأسد: ان زيارتي الى اذربيجان تأتي من اجل وضع قاعدة صلبة ومتينة لعلاقات بعيدة المدى وواسعة تشمل كل المجالات. وأضاف الرئيس الأسد: لقد تم توقيع عدد من الاتفاقيات تشمل كل المجالات السياسية والتجارية والجمارك والمالية والصناعة والاعلام والتربية والتعليم العالي وغيرها من المجالات الكثيرة بالاضافة الى عدد لا بأس به من مذكرات التفاهم. وقال الرئيس الأسد ان هذه الزيارة تأتي لتفتح الابواب على مصراعيها بين البلدين.. القطاع الخاص والشرائح الأخرى في المجتمعين السوري والاذربيجاني. وأشار الرئيس الأسد الى ان العلاقة التي تربط بين سورية واذربيجان تاريخية فكلا البلدين كان يقع على خط مرور طريق الحرير وهذا يعود للموقع الاستراتيجي لكلا البلدين وهو ما جعل اذربيجان وسورية محل اطماع عبر الماضي وكون تجربة هامة بالنسبة للشعبين في سورية واذربيجان. وقال الرئيس الأسد: ان الدليل الحي على هذه العلاقة التاريخية هو وجود الشاعر الاذربيجاني الكبير النسيمي الذي أتى الى سورية منذ حوالي ستة قرون مضت وجلب معه شعره وفلسفته وعلمه وتوفي في سورية وان هناك الان اتفاقية بين الحكومتين من اجل ترميم واعادة تأهيل ضريحه في مدينة حلب. وأضاف الرئيس الأسد: ان الظروف التاريخية لم تسمح بتطوير هذه العلاقة الثقافية والشعبية لظروف كثيرة سابقاً. ولكن بعد الاستقلال كانت هناك بداية تواصل وتوقيع عدد محدود من الاتفاقيات ولكن لم تتم المتابعة بين البلدين. واوضح الرئيس الأسد ان منطقة القوقاز ومنطقة الشرق الاوسط بالاضافة للبلقان هي من المناطق الهامة والحيوية بالنسبة للعالم وهي من المناطق التي تعاني من اضطرابات منذ عقود من الزمن فمن البديهي ان يكون الحوار بيني وبين الرئيس علييف موسعا حول المشاكل التي نعيشها وخاصة ان هناك تشابها كبيرا بين تجاربنا التاريخية ومشاكلنا الحالية. وقال الرئيس الأسد: ان استقرار هاتين المنطقتين يعني بشكل مباشر استقرار العالم ككل.. والمنطقة ما بين القوقاز والشرق الاوسط هي قلب العالم من الناحية الجغرافية وفعليا اليوم من الناحية السياسية. وأضاف الرئيس الأسد:شرحت للرئيس علييف موضوع الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط الذي يمر عبر عملية السلام التي انطلقت في عام 1991 والتي مرت بتجارب مختلفة ولكنها بقيت تنتقل من فشل الى فشل وتخلق المزيد من الاحباط في منطقتنا بسبب التعنت الاسرائيلي ورفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على عودة كافة الحقوق وفي مقدمتها الاراضي المحتلة الى اصحابها وطبعا بالنسبة لنا في سورية في مقدمتها الجولان المحتل. وقال الرئيس الأسد: عبرت بشكل واضح للرئيس علييف عن موقفنا المتمسك بالسلام ولكن بنفس الوقت المتمسك بالحقوق كاملة من دون اي تنازل وهذا يعني انه من دون عودة الاراضي المحتلة لا يمكن ان يكون هناك تحقيق للسلام في الشرق الاوسط. كما شرحت له عن الموضوع الفلسطيني وعن الحصار على مدينة غزة وما يعنيه هذا الحصار من موت بطيء للفلسطينيين وضرورة رفع الحصار بالتوازي مع عملية تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين من اجل تحقيق السلام على المسار الفلسطيني والذي هو جزء أساسي من المسارات الأخرى أو من عملية السلام الشامل. وفي المحصلة اكدنا انه لا يوجد شريك اسرائيلي في الماضي ولا اليوم وهذا لا يعني ان نتوقف عن العمل من أجل تحقيق السلام وبالتالي عندما يكون هذا الشريك جاهزا نستطيع ان ننجز السلام في اقصر زمن ممكن. وقال الرئيس الأسد: استمعت من الرئيس علييف الى شرح مفصل للمشكلة القائمة بين اذربيجان وارمينيا بالنسبة لموضوع ناغورني كارباخ وعبرت عن ارتياحي الكبير للنهج الذي تتبعه اذربيجان في هذا المجال خاصة لاعتماد مبدأ الحوار القائم على قرارات الشرعية الدولية ونعتقد ان الحل كلما كان مبكراً كان افضل لاننا تعلمنا في الشرق الاوسط بأن القضايا المزمنة هي كالامراض المزمنة التي تصيب الانسان حلها اصعب بكثير من المشاكل او الامراض الكبرى التي تأتي بشكل مفاجئ ولو كانت قاسية جدا ولكن يكون حلها اسهل. وعبرت عن استعداد سورية للعب دور ايجابي في هذا الموضوع من خلال علاقتنا الطيبة بالطرفين الاذربيجاني والارميني. وقال الرئيس الأسد ان المحادثات كانت مثمرة جدا وسنتابعها (مساء.. وغداً) سيكون هناك لقاء آخر وكنا متفقين ونفكر بنفس الطريقة تجاه القضايا المختلفة رغم انه اللقاء الاول والسبب هو ان التجارب متشابهة في منطقتينا وهناك اتفاق حول مجمل القضايا واعتقد ان الزيارة والمحادثات كانتا ناجحتين ومثمرتين وستفتحان الابواب واسعة لمزيد من التعاون بين بلدينا. وشكر الرئيس الأسد الرئيس علييف والحكومة والشعب الاذربيجاني الصديق على حفاوة الاستقبال وعلى كل الخطوات التي تمت من اجل اتمام هذه الزيارة وجعلها مثمرة وناجحة.
وكان الرئيس علييف رحب بالرئيس الأسد مؤكدا ان أذربيجان تولي اهمية كبرى لزيارته وتنظر الى دورها في تقوية العلاقات الثنائية وتوثيقها بين البلدين. واوضح الرئيس الاذربيجاني ان بلاده تعطي اهمية خاصة للعلاقات مع سورية مشيرا الى افتتاح السفارة الاذرية في دمشق العام الماضي والى توقيع اتفاقات خلال هذه الزيارة ستلعب دوراً مهما في تطوير العلاقات السورية الاذربيجانية وتفتح امامها آفاقاً جيدة. وقال الرئيس علييف: تبادلنا وجهات النظر بشكل واسع بخصوص العلاقات الثنائية والمنطقة مبينا ان سورية واذربيجان تتعاونان في المحافل الدولية بشكل مستمر وكذلك في منظمة المؤتمر الاسلامي حيث توجد مساع مشتركة لتعزيز التضامن الاسلامي وتوثيق العلاقات بين الدول الاسلامية لافتا الى ان هذا التعاون ينعكس ايجابيا على المنطقة. وأشار الرئيس علييف الى خطوات مشتركة مع سورية لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية وتطويرها وفق آفاق جديدة ورحبة. وعبر الرئيس علييف عن سروره بالعلاقات الشخصية بينه وبين الرئيس الأسد والتي ستساهم في تعزيز العلاقات السورية الاذرية مشيرا الى الصداقة التي جمعت الرئيسين الراحلين حافظ الأسد و حيدر علييف. وقال الرئيس الاذربيجاني: قدمت للرئيس الأسد شرحا تفصيليا حول مسائل المنطقة والوضع القائم في اقليم ناغورني كارباخ وضرورة ايجاد حل له وفق القوانين الدولية. واعرب الرئيس علييف عن تفاؤله بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين. وكان الرئيس الأسد والسيدة عقيلته عقدا اجتماعا مع الرئيس علييف والسيدة عقيلته. وقد اقيمت مراسم استقبال رسمية للسيد الرئيس والسيدة عقيلته لدى وصولهما الى قصر زوغولبا الرئاسي في باكو حيث كان في استقبالهما الرئيس الاذربيجاني والسيدة عقيلته، استهلت بعزف النشيدين الوطنيين للبلدين. بعد ذلك جرى استعراض حرس الشرف ثم صافح الرئيس الأسد والسيدة عقيلته اعضاء الوفد الرسمي الاذربيجاني السادة: يعقوب ايوبوف النائب الاول لرئيس الوزراء و المار محمد ياروف وزير الخارجية و ماهر علييف السفير الاذربيجاني لدى دمشق و نوروز محمدوف مدير ادارة العلاقات الخارجية برئاسة الجمهورية. كما صافح الرئيس علييف والسيدة عقيلته اعضاء الوفد السوري الرسمي المرافق للرئيس الأسد والذي يضم السيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية والسيد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية والسيد عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية. وكان السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته قد وصلا الى العاصمة باكو ظهر أمس تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الاذربيجاني الهام علييف تستمر يومين حيث كان في استقبالهما في مطار حيدر علييف الدولي السادة يعقوب ايوبوف النائب الاول لرئيس الوزراء وخلف خلفوف نائب وزير الخارجية وماهر علييف السفير الاذربيجاني في دمشق وعدد من السفراء العرب وممثلي السلك الدبلوماسي العربي المعتمدين في اذربيجان. *** في مأدبـــــــــــة العشـــــــــــاء.. الرئيس الأسد: موقع البلدين يؤهلهما ليكونا جسر تواصل
أقام السيد الهام علييف رئيس جمهورية اذربيجان والسيدة عقيلته أمس مأدبة عشاء على شرف السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته حضرها اعضاء الوفدين الرسميين وكبار المسؤولين الاذريين. وألقى الرئيس الأسد كلمة قال فيها إن ما يربط سورية واذربيجان هو امتداد للتاريخ والحضارة والثقافة وان هذه الزيارة هي للبناء على ما أسسه لنا الاجداد والآباء خدمة لشعبينا وبلدينا وشعوب ودول منطقتينا لتنعم بالسلام والامن والاستقرار ولنؤكد على ضرورة استقلال قرارنا السياسي والتنسيق والتعاون ولوضع رؤية تخدم قضايانا المشتركة. واكد الرئيس الأسد أن هناك فرصة حقيقية لتطوير التعاون الاقتصادي بين سورية واذربيجان ولاسيما ان هناك نية مشتركة وآفاقا واسعة لتوطيد هذا التعاون بهدف زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين من خلال تطوير خطوط النقل واقامة مشاريع استراتيجية في مجالي النفط والغاز ولاسيما ان موقع البلدين الاستراتيجي في منطقتيهما يؤهلهما ليكونا جسر تواصل بين آسيا واوروبا ومنطقتي الشرق الاوسط والقوقاز. وشدد الرئيس الأسد على ان الارتقاء بالعلاقات السياسية بين سورية واذربيجان يخدم الاستقرار في هاتين المنطقتين الحيويتين والهامتين للعالم ككل. وحول الوضع في الشرق الاوسط اكد الرئيس الأسد ان تجربتنا في هذه المنطقة اثبتت بالدليل القاطع ان الزمن ليس كفيلا بحل مشكلات المنطقة وان حلها يتطلب نية طيبة وتضافر جهود جميع الاطراف واقتناعا بأهمية الحل وانعكاسه الايجابي على شعوب المنطقة والعالم. واوضح الرئيس الأسد أن سورية لم تدخر جهدا في سبيل احلال السلام والاستقرار في الشرق الاوسط في حين قابلت اسرائيل الدعوات الى السلام بمزيد من الحروب العدوانية اضافة الى اعتداءاتها على الشعب العربي في الاراضي المحتلة ومحاولة تهويد القدس وتوسيع المستعمرات والاستمرار بحصار الشعب الفلسطيني وحرمانه من حق الحياة. كما شدد الرئيس الأسد على ضرورة حل قضية ناغورني كارباخ بين اذربيجان وارمينيا بالحوار على اساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية وبما يضمن حقوق جميع الاطراف معربا عن استعداد سورية لتقديم اي مساعدة تسهم في حل هذه المسألة انطلاقا من علاقتها الجيدة مع الطرفين. ووجه الرئيس الأسد دعوة للرئيس علييف لزيارة سورية في اقرب فرصة ممكنة لاستكمال مسيرة تطوير العلاقات بين البلدين. من جانبه رحب الرئيس علييف بالرئيس الأسد والسيدة عقيلته مؤكداً ان هذه الزيارة ستكون حدثا مهما في العلاقات الثنائية بين سورية واذربيجان وستقدم دعما كبيرا لهذه العلاقات. وقال الرئيس علييف ان العلاقات القائمة بين سورية واذربيجان لها تاريخ موغل في القدم كما اكتسبت اللقاءات وعلاقات الصداقة الشخصية التي كانت قائمة بين الرئيسين الراحلين حافظ الأسد وحيدر علييف اهمية بالغة من حيث تقارب بلدينا الصديقين. واكد الرئيس الاذربيجاني اهمية توسيع التعاون بين سورية واذربيجان في مختلف المجالات وخاصة في مجالات الطاقة والصناعات المعدنية والزراعة والسياحة والتعليم والصحة مشيرا الى انه تم فتح سفارة لبلاده في دمشق لهذا الغرض. وحول الاوضاع في منطقة القوقاز اعتبر الرئيس علييف ان الخطر الاكبر الذي يهدد هذه المنطقة هو عدم تسوية ازمة ناغورني كارباخ بين اذربيجان وارمينيا مؤكدا ضرورة حل هذه الازمة وفقا لمعايير القانون الدولي. وختم الرئيس علييف كلمته بالقول: أود ان اعرب مرة اخرى عن الاهمية الكبيرة التي اوليها لزيارتكم الى اذربيجان متمنيا لفخامتكم وللشعب السوري الشقيق مزيدا من السعادة والصحة والرخاء. |
|