تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إعلامنا يزعج حماة الديمقراطية...!

مجتمع
الأثنين 11-6-2012
ثورة زينية

نقطة جديدة وثمينة تسجل لصالح الإعلام السوري لكنها هذه المرة سجلت بيد الخصم الذي ما فتئ بمنابره الإعلامية التي تدعي أن شعارها الدائم المصداقية حرية الرأي والرأي الآخر إلا أن تصرفات هذا الخصم الذي نصب نفسه كقائد وحامٍ للديمقراطية وحرية الشعوب تجافي الواقع تماماً،

فما يحق لهم لا يحق أبداً لغيرهم، وكل شيء مباح في سبيل الوصول إلى مراميهم وأهدافهم بينما على الطرف الآخر أن يقف مستكيناً مستسلماً، لكن يبدو أنهم لم يختبروا صبر السوريين وجلدهم في المحن والشدائد وأنهم إذا ما صمموا على الظفر والنصر فإنهم يحصلون عليه مهما طال الزمن.. الإعلام السوري النسغ الطري الذي بدأ يشتد عوده وتقوى عزيمته كان هذه المرة الهدف لمرمى نيرانهم الذي طال كثيراً من جوانب الحياة لدى السوريين فطلبوا حجبه عن العالم والطلب من مجلس إدارة قمري العربسات والنايلسات الفضائيين نسفه من الخارطة الإعلامية الفضائية.. الكثير من السوريين امتعض وانتفض على هذه الخطوة الظالمة التي تنسف كل ما يدعونه من حرية الرأي وموضوعية الطرح واقتصر في نظرته إلى الجوانب السلبية لهذا القرار الجائر.. ولكن ألا يجدر أن ننظر ولو بسرعة إلى الجانب الإيجابي من هذا الموضوع ، وأن هذا القرار ما كان ليتخذ لو أن إعلامنا لم يزعجهم، نعم إعلامنا يزعجهم.. وأزعجهم كثيراً وأرق مضاجعهم الحريرية.. حقيقة يرفضون الاعتراف بها صراحة إلا أن ردة فعلهم كانت أبلغ دليل على أن هذا الإعلام أزعجهم بعد أن فضح أكاذيبهم وتلفيقاتهم.. نعم نقولها وبالفم الملآن إعلامنا بات مؤثراً إلى درجة إخافتهم وقلقلة أساليب وأدوات آلتهم الإعلامية الهادرة على مدار الساعة.. حتى إن أحد منابرهم الأشد عدائية لم يكتف ببوق واحد بل استحدث بوقاً آخر سماه الحدث.. لضخ المزيد من الأخبار والأحداث عما يجري في سورية وبث السموم والأكاذيب بين صوره وتقاريره ليزيد جرعة شحن السوريين ضد بعضهم وتحريضهم على الاقتتال والتناحر.‏‏

اليوم يتأكد لنا جميعاً أن هذا القرار مؤشر مهم على أن إعلامنا بات يسير بخطا واثقة نحو مزيد من التطور والمهنية والموضوعية في الطرح والاعتماد على الرأي والرأي الآخر.. فقد استضافت القنوات التلفزيونية السورية الرسمية وغير الرسمية خلال الأشهر الماضية العديد من شخصيات المعارضة الوطنية في الداخل وأفردت لهم ساعات طويلة للحديث وتقديم الطروحات ووجهات النظر المختلفة كما عرضت العشرات من التقارير الميدانية التي تتناول آراء السوريين بمختلف توجهاتهم ولم تتوان في استضافة العديد من المسؤولين في مختلف قطاعات الدولة ومحاورتهم بشفافية وطرح مشكلات المواطن دون التقيد بأية خطوط حمراء في سبيل حل مشكلاته وتخفيف معاناته.‏‏

ولا ننسى أن نتذكر تضحيات العديد من زملائنا الإعلاميين خلال هذه الأزمة فقد ضحوا بحياتهم في سبيل إيصال الكلمة والصورة الحقيقية للمواطن وتعرض العديد من الزملاء أيضاً لأخطار مختلفة نتيجة لقيامهم بواجبهم في خدمة إعلامهم ووطنهم.‏‏

وكي يستمر إعلامنا في عطائه وتطوره نحو تقديم الخدمة الأفضل للمواطن في ايصال صوته وتقديم الصورة الصحيحة للأحداث والوقائع نطالب كإعلاميين بمزيد من الدعم للعاملين في مجال الإعلام وإعادة النظر بالعديد من القوانين والقرارات التي لاتزال تعيق مسيرة الإعلام وضرورة تدعيم البنية التحتية والفنية لوسائل الإعلام على مختلف أنواعه من مرئي ومقروء ومسموع فالمعركة اليوم إعلامية بالدرجة الأولى، وكي يبقى هذا الإعلام خط الدفاع الأول عن هذا الوطن في وجه الأعداء، المطلوب دعمه وتقديم كل ما من شأنه أن يجعل خطه التصاعدي أكثر سرعة ومرونة .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية