تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيـــف نكتشـــف مــواهب أطفالنـــا..

مجتمع
الأثنين 11-6-2012
محمد جاسم الحميدي

هل صحيح أن الرقة تكتشف المواهب باكراً، أم هو ادّعاء يلبسه غرورنا الذي يتستر بالمجاملة القاتلة، والبوح الحميم..؟!

لن تبقى الصفحة بيضاء..!‏

يهدف النادي الصيفي السنوي للأطفال الذي يقيمه قسم ثقافة الطفل في مديرية الثقافة في الرقة ، إلى اكتشاف مواهب الأطفال.‏

يقوم النادي بذلك منذ عدة سنوات، يبدأ الدوام من بداية شهر حزيران إلى نهاية شهر آب يومياً الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى الساعة الواحدة ظهراً، ماعدا العطل الرسمية،وذلك من خلال اقتراح العديد من المشاهد والمواقف المسرحية التفاعلية التي يقوم المشرف أو الأطفال باقتراحها، ثم تطويرها بإضافة مشاهد مقترحة أخرى تكملها، وترتبط بها، فتتحوّل إلى فرجة، أو إلى عرض متكامل، أو تظل مشاهد منفردة أو محدودة تهدف إلى: حماية البيئة، أو حماية المستهلك، أو اكتشاف المواهب..أو غير ذلك، والمطلوب أن تُطرح من خلال تلك المشاهد كل قضايا المجتمع وهمومه ومشكلاته...‏

يمتاز الطفل بأن عقله مازال صفحة بيضاء، فإمّا أن نتركها بيضاء ونهملها، أو نسوّدها، فهل نسودها بالضار الذي لا جدوى منه، أم بالنافع والمفيد..؟! فإن كان بالضار فإننا سنسلم أطفالنا إلى الهلاك، وإن كان بالنافع فإننا سنجعله مصدر فرح، حيث نقدم المعلومات والمعارف، ونراكم الخبرة، وذلك من خلال الرسم والقراءة والرقص والغناء والتمثيل والحركات الرياضية...‏

على مفترق طرق..؟!‏

يقول المشرف على التجربة الفنان التشكيلي والممثل خليل حمسورك:‏

يمكننا اكتشاف الكثير من المواهب بهذه الطريقة، وخاصة المواهب الفنية والأدبية والثقافية وحتى الرياضية، إضافة إلى المهارات المهنية حيث يثبت بعض الأطفال قدرتهم على التعامل مع الأجهزة والآليات وغيرها، ثم يظهرون قدرة كبيرة على التعلم والتطور السريع في فك الأجهزة وتركيبها، وصولاً إلى محاولات الإبداع والابتكار فيها.‏

وقد حظيت مواد: الرسم والخط واللغة الانكليزية واللغة الفرنسية والحاسوب والمسرح بالمختصين أو بالمهتمين الذين يحاولون تطوير هذه المواد، علماً أن المواهب المكتشفة تحتاج إلى أصحاب الخبرات والمبدعين في المجالات الأدبية والثقافية، وتوفيرهم أمر ضروري للتطوير المستمر..‏

ويقول الكاتب والمخرج المسرحي المعروف حمدي موصلي، عن هذه التجربة: لم يتعلّم أطفالنا الحوار في أسرهم ومدارسهم،كذلك يفتقر شبابنا إلى الحوار ، فالحوار الذي كان يجب أن يبدأ في الأسرة والمدرسة بالنسبة للأطفال والشباب، كان يفترض أن يكون تفاعلياً، ولكن ماكان سائداً هو ثقافة التلقين، حيث لم تترك هذه فرصة للأطفال والشباب ليتفاعلوا مع مجتمعهم، وما يقوم به النادي الصيفي السنوي للأطفال، في قسم ثقافة الطفل في مديرية الثقافة في الرقة ينطلق من المبدأ التفاعلي ذاته، ذلك أن تدريب الأطفال شرط ضروري لتمكينهم من التفاعل مع مجتمعهم، ومن أهداف هذا التدريب أيضاً اكتشاف المهارات والمواهب عند الطفل، من أجل الاهتمام بها ورعايتها وتطويرها...‏

لم يعد يقتصر الأمر على قسم ثقافة الطفل في مديرية الثقافة في الرقة، أو في المحافظات الأخرى، فللخروج من الثقافة التقليدية القائمة على التلقين والحفظ تنجز بعض الجهات العامة مهمات حيوية، تتمثل بالتدريب والخبرة والمهارات المناسبة، ليتمكن الأطفال والشباب من جعل الثقافة التفاعلية سلوكاً شاملاً ومهارة عميقة...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية