تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ما بين السطور

رياضة
الإثنين 11-6-2012
مازن أبوشملة

استقلالية الاتحادات !

يتداعى رؤساء اتحادات الألعاب للمطالبة بحقوق مغموطة , وترتفع عقيرتهم بالنداء في أودية مقفرة , ولا يوفرون منبراً للتعبير عن رغباتهم في أن ترفل ألعابهم بأثواب الاستقلالية المالية الفضفاضة ,‏

مستندين على أرضية تشريعية صلبة , ونصوص واضحة لا لبس فيها ولا غموض , فهم يطمحون للتخلص من عادة سيئة تضطرهم لتسطير الكتب وتدبيج المقالات وشرح الجزئيات والاستفاضة في سبر كنه الحاجة الملحة للسيولة وطلب الموافقات على الصرفيات والنثريات , وتغطية النفقات المتزايدة للمعسكرات والبطولات وأجور الإقامة والتنقلات .‏

فالمخصصات أو الموازنات العامة لكل اتحاد يحتاج الوصول إليها لسلوك طرق رئيسية وفرعية , ممهدة وغير معبدة , وإلى سلسلة من الاجراءات المعقدة والروتين القاسي الذي يتطلب الحصول على الكثير من الموافقات والتوقيعات , وقد تفوق تكلفتها الافتراضية المطلوب للصرف على هذا المعسكر أو البطولة ؟! ولسان الحال يقول : لماذا لا يكون لكل اتحاد حساب مصرفي خاص تحت تصرف رئيسه ينفق منه وفق ضوابط قانونية كلما اقتضت الحاجة ؟! فلا يتجاوزه ولا يلجأ إلى التسول على أبواب المكتب التنفيذي مستجدياً الاعانات والمزيد من الدعم ؟!‏

ويذهب البعض إلى حد اتهام البعض الآخر بتعطيل قرار ملزم والاجتهاد في نص واضح , بغية ابقاء الاتحادات تحت عباءة المنظمة وفي جلباب سطوتها وتحكمها بمقاليد الأمور !! وينظرون إلى اتحاد كرة القدم نظرة لا تخلو من الغبطة والحسد , فهو ذو استقلالية مالية انتزعها بعد لأي وجهد مضن , ولا تفت في عضد عزيمتهم واصرارهم مطالبة رئيس اتحاد السلة بالبقاء تحت مظلة الاتحاد الرياضي , وكشفه عن حجم الراحة والسكينة اللتين ينعم بهما من إلقاء مسؤولية الصرف على غيره ؟!‏

وإذا كانت الاستقلالية حقاً مكتسباً للاتحادات فلماذا لا يمنحونها بعد إدراكها أن باب الاعانات سيوصد , وسبيل الحصول على المساعدات سيقطع , فتترك لتصريف شؤونها بذاتها , وترتاح القيادة الرياضية من الأعباء والالحاح المتواصل ؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية