تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحوار ضروري لصون سيادة سورية

شباب
2012/6/11
لأن سورية تسعى دائماً لاحتضان أبنائها أينما كانوا فقد فتحت ذراعيها ومنذ بداية المؤامرة عليها لجميع أطياف المعارضة عبر الجلوس على طاولة الحوار

حفاظاً على استقرارها وسيادتها , إلا أن المعارضة الخارجية لا تزال ترفض الحوار وتتطلع إلى التدخل الخارجي ظناً منها أن ما لم تستطع العصابات الإرهابية المسلحة والإعلام الغربي والعربي المغرض تحقيقه في إسقاط الوضع القائم و تفتيت سورية وتحويلها إلى ساحة صراع أهلية , يستطيع الناتو تحقيقه كما فعل في ليبيا والعراق , ولأن سورية لاتزال مصرة على الحوار كمخرج للأزمة التي تعيشها نسأل : كيف يرى شبابنا الحوار عموماً ؟ وما مدى ضرورته و جدواه برأيهم كحل مطروح على ساحتنا السورية ؟ وهل يجب أن يشمل الحوار جميع الأطراف في الداخل السوري وخارجه برأيهم ؟ أم إن طاولة الحوار يجب أن تقتصر على بعض الفئات التي لم تدع إلى تدخل خارجي ولم تلوث أيديها بدماء أبناء شعبنا الباسل ؟ لنتابع ونرى‏

.................................‏‏

ضروري لكنه غير كافٍ لحل الأزمة‏‏

رشيد موسى شيوعي سوري قال : الحوار حالة دائمة وليست مؤقتة ومن الطبيعي ان يعطي نتائج جيدة وهو الخطوة الأولى لتحقيق المطالب وبالنسبة للشباب توفرت لهم عدة أماكن للحوار بالجامعات وعبر المؤتمرات الطلابية وعندما كان الشباب لا يتوصلون لنتائج إيجابية كانوا يطالبون بقضاياهم , أما بالنسبة للحوار السياسي الذي طلبته سورية منذ بداية الأزمة فهو ضروري وشرط دائم لكنه غير كافٍ لحل الأزمة لأنها ليست سياسية وإنما نتجت عن أرضية اقتصادية اجتماعية بسبب السياسات الليبرالية الاقتصادية للحكومات السابقة ما أدى لاستياء شعبي استطاعت الاستفادة منه قوى الثورة المضادة وتوجيهه ليس لأهداف اجتماعية اقتصادية وإنما لإسقاط الوضع القائم , فالحوار هو القضية الأهم حالياً لكن أي حوار يكون مع من حمل سلاحاً ضد الدولة , لهذا نجده أحياناً غير مجد وبالتأكيد نجد أن الأطراف التي حملت سلاحاً قد رفضت الحوار منذ البداية , لهذا اعتقد أن الحوار يجب أن يكون بين جميع القوى السياسية التي ترغب به كما أعتقد أن الحوار مع المعارضة الخارجية غير مجد لأنهم واضحون بأجندتهم الخارجية وهدفهم إسقاط الوضع القائم حتى لو كان ذلك عبر التدخل الخارجي وهذا نرفضه قولاً وفعلاً .‏‏

لا حوار مع من هدر دماء السوريين‏‏

فيما قال علي أسود من حزب الطليعة: الحوار هو تفاهم بين اثنين أو محاولة بناء جسر من التفاهم بينهما يتم خلاله توصيل أفكار كل طرف للآخر ولا شك أنه ينجح في الحياة الاجتماعية وفقاً لدرجة الوعي الذي يعتبر شرطاً أساسياً فيه , أما المعارضة الخارجية فنحن نرفضها تماماً ولا تمثلنا كشعب لأنها تعيش خارج سورية وتطالب بالتدخل الخارجي وهذا نرفضه قطعياً , إضافة لأننا نرفض الحوار مع كل من هدر دماء أهلنا وإخوتنا وأبنائنا لأنه ليس سورياً وعالة على المجتمع ولا يملك الوعي .‏‏

لا للحوار مع مجلس اسطنبول ولكن ؟‏‏

أما الشاب قاسم الشاغوري وهو بعثي فقال : الحوار حديث يضم مجموعة من الأشخاص بآراء مختلفة ومن الممكن أن يلتقوا بعدة نقاط أو لايلتقوا وليس بالضرورة أن يقنع كل شخص الآخر لكنه محاولة التقاء بالأفكار والآراء للانتقال لمرحلة جديدة وفي كثير من الأحيان يتم التوصل من خلاله لنتائج إيجابية , وبالنسبة لحل أي أزمة سياسية لا يكون إلا بالحوار وبالتالي يجب على الأطراف المتنازعة سياسياً الجلوس على طاولة الحوار , ففي لبنان مثلاً استمرت الحرب الأهلية والصراع السياسي الدائر 15عاماً ثم جلست جميع الأطراف على طاولة الحوار وتوصلت لنتائج إيجابية , لكن لدينا في سورية إشكالية بسيطة أن الكثير من الأدوات التي تدار بها الأزمة من بعض المعارضين ليس لها قيادات على الأرض وبالتالي علينا ان نبحث عن الممثل الأساسي الحقيقي للشارع السوري , من جهة ثانية لدينا الكثير من المعارضين في الداخل والخارج لهم تمثيل لكن يجب على الجميع أن يوافقوا على الحوار وعلى عدم استجرار أي تدخل خارجي لحل الأزمة والحفاظ على سورية ككيان , والحقيقة أنه يوجد أشخاص من المعارضة الخارجية لم يلوثوا أيديهم بدماء السوريين ولم يحصلوا على أي دعم خارجي أياً كان هذا الدعم وهؤلاء يمكن أن يكونوا ممثلين للمعارضة الخارجية .‏‏

ليس مع المعارضة الخارجية‏‏

فيما قال كرم عريضة من حزب الاتحاديين العرب أن الحوار عموماً مطلوب في أي مجتمع ويجب ان يكون دائماً كما يجب على جميع الأطراف الالتزام بنتائجه وتنفيذها أما إذا بقي حوار من أجل الحوار فهو لا يحل أي مشكلة بالحياة , وبالنسبة للازمة التي تعيشها بلدنا فأعتقد أن الحوار لا جدوى منه لأن الأطراف الأخرى واقصد الخارجية منها لا تريد حواراً ولن تغير رأيها بإسقاط الوضع القائم في سورية , لكن حتى لو وافقت على الحوار فنحن نرفضها لأنها لا تتحدث بلساننا كشعب وليس لها شيء على أرضنا أو في الشارع السوري عموماً , وبالتالي فنحن بحاجة لممثلين منتخبين من منظمات وجهات شعبية تمثل المعارضة الداخلية وتتحدث بلسان الشعب مثل الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير , و نرفض الحلول المتطرفة وعلينا البحث عن أهداف مشتركة بين جميع الأطراف .‏‏

غير مجد بهذا الوقت‏‏

أما لينا رمضان من حزب الاشتراكيين العرب فترى أن الحوار في أن أجلس معك ونتقبل بعضنا رغم آرائنا المختلفة وعندما يكون الحوار على أسس مشتركة أعتقد أن نتائجه إيجابية على أن يكون الوعي من أهم شروطه , وبالعودة للازمة التي تعيشها بلدنا فقد طالب السيد رئيس الجمهورية بالحوار منذ البداية وقبل أن تنزف قطرة دم واحدة لكن بقية الفرقاء لم يستجيبوا وبالتالي هناك أشخاص غير مدركين حقيقة الهدف الأساسي للحوار, فهل يكون الحوار ودماء السوريين تروي التراب السوري , إذاً اعتقد أن الحوار غير مجد بهذا الوقت فعلى الدولة أن تبسط سيطرتها وتعيد الأمن والأمان أولاً ثم إذا كان ثمة خلاف يكون عندها بالحوار ويدعى له جميع فئات الشعب التي تقتنع بالدولة وتريد بناءها , أما المعارضة الخارجية فنرفض وجودها على طاولة الحوار لأنها هدرت دماء أهلنا وأبنائنا وأخوتنا إلا إذا صالحت الشعب السوري عن كل نقطة دم سالت منه وهذا صعب جداً , ثم إن المعارضة الخارجية ليس لها شيء على الأرض وتعيش خارج سورية بالأساس وبالتالي فهي لا تمثلنا كشعب ,ومن جهة أخرى كيف لي أن أحاور من لا يعترف بالجيش السوري كحامٍ للشعب السوري أوأحاور مجرماً أو من يحميه إذاً الحوار يجب أن يكون مبنياً على نقاط متفق عليها ( الأمن والأمان ) , ويعزز الانتماء الوطني ومفهوم المواطنة و يعرف المواطن بحقوقه وواجباته تجاه الدولة , ويهدف إلى تصحيح الخطأ وليس الحديث عن الماضي .‏‏

قنوات حوارية مفتوحة‏‏

دعا الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية , عبر المؤتمر الصحفي الذي عقد على خلفية التحقيقات بخصوص مجزرة الحولي , جميع أطياف المعارضة التي لاتريد تدخلاً خارجياً إلى طاولة الحوار وقال : تعالوا إلى الحوار إذا كنتم على قدر التحدي لنبحث ماذا نفعل بسوريتنا ؟ وأضاف إذا قبلوا التحدي فنحن جاهزون وبضمانات لكل من لا يريد التدخل الخارجي , إذاً سورية لا تزال تسعى لفتح قنوات حوارية مع المعارضة الخارجية وكل ذلك حفاظاً على السوريين ووحدة سورية واستقرارها فهل تمتثل المعارضة الخارجية لهذه الدعوة المفتوحة ؟ أم أنها أطبقت عينيها وصمّت أذنيها عن كل الدعوات التي تسعى للاحتفاظ بالسيادة السورية !!!‏‏

ويرفضون الحوار !!!‏‏

تعتبر المعارضة الخارجية نفسها والبعض من المعارضة الداخلية أنهم وطنيون ويريدون الخير لسورية وشعبها وبالوقت ذاته يتطلعون لتدخل خارجي فيها فهل هذه هي الوطنية التي تربينا عليها في سورية ؟ ثم هل سألوا أنفسهم أنه إذا ما تحقق مرادهم لا قدر الله ( عندما لم يعد فينا عرقا واحدا ينبض ) هل يميز الجندي الأمريكي بقتله وانتهاكه للحرمات بين معارض ومؤيد ؟ فإذا كان المعارضون الذي يريدون تدخلاً خارجياً في سورية لا يعرفون وزن ما نتحدث عنه عليهم أن يسألوا أشقاءهم العراقيين وماذا فعلت الديمقراطية الأمريكية بهم ؟ ثم إذا كان المذكورون يريدون مصلحة الشعب السوري ولا يسعون لمكاسب وامتيازات شخصية لماذا يرفضون الحوار طالما أنه الضمانة الوحيدة لاستقرار سورية وحماية سيادتها ؟‏‏

استطلاع : حسين مفرج‏‏

ت : سامر سقور‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية