|
ثقافة
سمي حافظًا لأنه حفظ القرآن واستوعبه وتمثله في وجوده وفاضت قريحته من منهله، فهو ابن الحضارة الإسلامية، وثمرة من ثمارها. وحافظ الشيرازي خير من يعبرون عن معنى «العشق» في الأدب الفارسي. جديد الهيئة العامة السورية للكتاب (مجموع ديوان حافظ الشيرازي) ترجمة الدكتور علي عباس زليخة بـ 503 من القطع الكبير. يقول زليخة في مقدمته: اعتمدت أساساً لهذه الترجمة من بين النسخ العديدة لديوان حافظ, نَسخَة مشهد للعلامة محمد قزويني, والدكتور قاسم غني, المعروفة أيضاً بنسخة قزويني. يضم ديوان حافظ مجموع شعره المعروف, وأشهر مافيه الغزليات, وهي قصائد غزل تعد أربعمائة وخمساً وتسعين قصيدة. تُرجمت أشعار حافظ إلى معظم لغات العالم, وكان لها التأثير الكبير في الشعر العالمي, وقد عشقها الناس, وتغنوا بها, ولم تفقد جمالها وعذوبتها على مر السنين, ولم تفقد الجمهور أبداً. شعر حافظ غزلُ عرفانيّ صافٍ نقيّ, لطيف رقيق عذب شجي, مصوغ في غاية الإتقان, مبثوث فيه السحر, مشحون بالأسرار, كثير الرموز والألغاز, وموضوعه العشق الإلهي الذي هو فطرة الله, ولم يستطع شاعر التعبير عن الروح والفكر والمشاعر كحافظ, بأسلوب لطيف وتعابير بسيطة وأوزان سهلة وكلمات واضحة الدلالة, وفي شعره تكرار جميل, وقد يجعل الكلمة الواحدة قافية لغزليته. هناك ميزة انفرد بها حافظ, أن كل بيت من كل قصيدة من قصائده مُستقل عن سابقه, ولايرتبط بلاحقه, فكل بيت قصيدة, وفي كل بيت لوحة رائعة الجمال لرسام عبقري الخيال. لم يذكر حافظ اسم معشوقه أبداً, بل كنّى عنه بأسماء من قبيل سلمى ولبنى وسعاد, رعاية للسّتر, وتلك سنة عند العارفين, قال المكزون السنجاري: لبانتنا هواك ومالبينى سوى اسم به عنه كنينا ونقتطف من أشعار الشيرازي بعض المقاطع: بدا لي العشق ميسوراً وها جاءت مشاكله ألا يا أيها الساقي أدرْ كأساً وناولها أتت بالمسك تحمله الصبّا من جعد طُرّته فضاعت منه رائحة فسالَ دمُ القلوبِ لها ومن قصيدة غزل 4 نقتطف: صبا بلطفك قولي للغزال لقد تركتني هائم البيداء والجبل الببغاء لها في سُكرٍ أرب وثغرك السكر الممزوج بالعسل ومن قصيدة غزل9 نقتطف أيضاً: آية اللطف أبدى لنا وجهُك الجميل فلا يعرف غير الجمال واللطف عندنا التفسير هل ترى ليلة أثّرَ في قلبك الصخر آهُ اللهيب منا ونار الصدور السعير |
|