|
مجتمع نسرق أنفسنا من مشاغل الحياة اليومية، نتأمل ما هو حولنا، فهنا “مزراب” يتدفق الماء منه رقراقاً وإلى الجوار منه بضع شجرات سنديان متمسكة بخضرتها على الدوام، وعند جذع إحداها كُتب على شاهدة قبر: “الشهيد البطل فلان الفلاني الذي ارتقى إلى العلياء في يوم سوري مجيد” وتحت شجرة أخرى اجتمعت ثلة من الشباب والصبايا في يوم جمعة أرادوه استراحةً قبل أن يتفرغوا لامتحانات نهاية العام الدراسي كما قالوا لنا ومن حولنا وفي كل الاتجاهات يورق طنين النحل فالعسل آتٍ بعد حين والجرار حبلى بكل الوعود.. في كل مكان من بلدنا الغالي تحضر هذه اللوحة المتكاملة بكل التفاصيل الجميلة وخاصة فوق معبر شهر أيار شهر الشهادة والحصاد والجني والامتحانات والعبور إلى الصيف والبحر ومشاوير الطبيعة الخلابة في بلدي.. ما أجملك يا سورية وما أروع تفاصيلك التي تخصّكِ دون غيركِ، ففي كل بقعة منك حكاية وخلف كل منعطف بداية أجمل من سابقتها، وأنتَ أياً كنتَ وأين كنتَ لا تخشى إن نسيتَ “عدة المتة” فكل موجود في المكان حمل معه على الأقل كأسين ومصاصتين من باب الاحتياط وبإمكانك أن تباشر معه فوراً وقبل أن تعرف اسمه أو يتعرّف على اسمك.. |
|