|
شؤون ثقا فية افتتح المعرض في صالة أيام وسيستمر حتى 23/12 وقد حمل قرابة 30 لوحة عرضها عبدلكي في مساحات مغالية خاصة في الاخلال بين الطول والعرض كما طرح موضوعاتها من خلال عناصر ومفاهيم جديدة للطبيعة الصامتة من وجهة نظره المغايرة.وهو يوظف مادتي الفحم والورق باكتناز موهبة تثير الدهشة فالابيض والاسود الذي تسيد اللوحات عبر عن قدرة خلاقة للفنان فجر من خلالها ما في جعبته من تلاقح ثقافات حصل عليها بعد تجوال وفي بلدان العالم ومن خلال اقامته الباريسية الطويلة التي عاد منها منذ عامين ليحط رحاله في دمشق. افتتاح المعرض ايضا انطوى على توقيع كتاب الفنان الذي حوى بين دفتيه تاريخ اعماله ومراحلها منذ بداية السبعينات, في اكثر من 200 صفحة, وقد استهلها اميل منعم في عدة صفحات عارضاً وناقداً لمسيرة الفنان التشكيلية بتفاصيل مراحلها و حيثياتها ومكنوناتها . ويقول منعم : يوسف عبدلكي استخدم الفحم بخبرة عبر عنها باستخراج التدرجات الرمادية ومن الممكن تعليل ذلك بعشق الاشكال لذاتها وهذه خاصية يتمتع بها الحفارون والنحاتون. ما يقترحه يوسف في هذا الفصل من نتاجه يغري المشاهد المتابع لمسيرته الفنية باعتبارها قطيعة في مساره السابق غير ان القطع يحتاج الى جهد واضاءات على مسارات عدة يتقاطع فيها وجود هذه الاعمال. إن عبدلكي ازاح عن مفرداته نسب الطبيعة ودفع بها من عالم الواقع الطبيعي الى عالم الدلالة الرمزية . كما انه افرط في افراد مساحات قاحلة لا يجرؤ عليها إلا القائل ومنح الحيز دوراً وظيفياً من الدرجة الاولى. ويقول منعم: في هذا الفصل من اعماله يقدم عبدلكي لوحة جدارية مثيرة عمل يمثل يداً مشدودة القبضة مبتورة من منتصف الساعد بعناية وموضوعه بعناية ايضا على مسطح مستطيل وفي الخلفية مساحة داكنة تسد الافق عندما يهدي هذا العمل الى جيل السبعينات فإنما يقدم نفسه ايقونة تذكارية يهديها الى ابناء جيله كله . عندما نجول في المعرض نتحقق من بصمة فنية مميزة يجدر بها ان تدخل متاحف كثيرة في العالم كما هي الآن. |
|