|
بلا مجاملة وحقيقة أن هذا التبشير أو هذه الإشارات لا تبدو أنها مجرد شائعات ولم تأت من فراغ. وإنما تتكئ على معلومات وأرقام,منها ما يعود إلى وزارة الزراعة أو مصدرها القطاع الخاص, فأرقام هذا الأخير تؤكد أن تجار محافظة حماة وحدها, قاموا وخلال شهر واحد بتصدير نحو مليون رأس غنم. فيما تقول وزارة الزراعة, بأن الرقم هو بنحو (300) ألف رأس ومن كافة المحافظات. وبغض النظر عن غياب الصراحة, والشفافية الرقمية بهذا الشأن, فإن (بارومتر) أسعار اللحوم في السوق المحلية, يعتبر أحد المؤشرات التي يمكن الإتكاء عليها وأخذها في الحسبان. ففي حال العودة إلى الأسواق وسؤال بعض القصابين, نجد أن الأسعار ومنذ انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر قد زادت بنحو (10) بالمئة. وهذا التبدل الطفيف في الأسعار إذا كان لم يظهر احتجاجاً أو ضجيجاً في أوساط المستهلكين, فليس ذلك إلا بسبب موجة الغلاء التي طالت معظم أسعار السلع والمنتجات خلال الشهرين الماضيين, فضلاً عن الانشغال بالقرار الحكومي الذي مازال يبشر في إمكان رفع غطاء الدعم عن المحروقات, أو إعادة توزيع هذا الدعم كما يحلو للحكومة أن تسميه. وإذا كان التصدير العشوائي هو السبب المباشر في إمكان فلتان أسعار لحوم الأغنام, فهناك أيضاً مجموعة عوامل أبرزها: تأخر الهطل المطري, ارتفاع أسعار المقنن العلفي في السوق السوداء, فضلاً عن انحسار مساحات المراعي في البادية, وانطلاقاً من هذه العوامل. فإن وزارة الاقتصاد إذا كانت قد شجعت ضمن فترة زمنية محددة برفع وتائر التصدير من ذكور الأغنام, فهي مطالبة في الوقت الحاضر التدخل وصوغ شروط جديدة لتنظيم عمليات التصدير. بهدف تحقيق معادلة عنوانها الأساسي إحداث شيء من التكافؤ بين وتائر التصدير والحاجة الفعلية للاستهلاك في السوق المحلية. ونحن ندعوها إلى مثل هذه المبادرة كي لا تباغتنا في المستقبل القريب, ببدائل تشجع على استيراد واستهلاك لحوم (البيلا) غير المستساغة محلياً. |
|