|
الافتتاحية هم حاولوا وضعها, ولم تقف الأمور عند حدود النيات بل اتخذوا من أجل ذلك إجراءات وقرارات تبدأ في الكونغرس الأميركي ولاتنتهي في مجلس الأمن الدولي ولاتستثني الاتحاد الأوروبي .. بل ربما أنها لم تستثن حتى الدول العربية. كانت حرباً معلنة دون أسلحة.. حتى صورت الأمور أنها ليست فقط حصاراً داخل زجاجة إنما شاة على باب المسلخ.. ولم يكن ثمة مجال للأوهام حول خطورة المواجهة مع الضغوط من كل صوب اعتماداً على معادلة تقول: لن نهمل إشاراتهم وقراراتهم الخطرة.. ولن يسكننا الرعب. يبدو واضحاً الآن تراجع الضغوط عن سورية.وهو ما يثبت صحة الموقف والسياسة السوريين... لكن.. ليس دقيقاً القول: الخروج من عنق الزجاجة.. إنما هو مشرو ع انتصار.. وأكره أن يعلن النصرقبل أوانه.. داعياً إلى التقيد بحدود الموضوعية.. وبدقة وموضوعية أرى أن انفراجات عديدة لاحت في الأفق وتمثلت على أرض الواقع من حول هذا البلد الصامد الصابر.. وبالتالي وبالضرورة تراجعت التحديات و لو لخطوات ..و لاسيما التحديات الخارجية.. ولدي الجرأة أن أقول إن التحدي الداخلي هو أكبر التحديات التي تواجه التألق السوري القادم. في سياستنا الداخلية.. هناك نشاطات.. هناك فعاليات.. هناك توجهات ..هناك إصلاحات.. هناك تغييرات. لكن.. على أي منهج يسير ذلك كله?! إن الوضع السوري الداخلي اليوم فيه مما هو خارج عن التخطيط والإحصاء أكثر من المخطط له.. في السوق السورية أموال وأعمال ونشاطات.. أموال كثيرة.. أعمال كثيرة.. نشاطات كثيرة.. ليست أصغر مما يعلن عنه.. بل أكبر.. وهذا لايعني الدقة فيما يعلن عنه الذي غالباً يأتي منفوخاً, يعني أكبر من الواقع وغير قادر على مقاومة وخزة إبرة.. وعندما تسيطر على نشاطات السوق بنسبة عالية حركة الأموال بعيداً عن المخطط له والموجود على قائمة الإحصاءات.. يتجه النمو ا لاجتماعي إلى زيادة الغني غنىً والفقير فقراًَ والثراء الطفيلي.. والمشكلة لاتحل بإضافة عبارة (الاجتماعي) إلى اقتصاد السوق.. بل بدقة المعرفة ومن ثم الخطة وبالضرورة الإحصاء.. ثقة المواطن بالعمل الحكومي جزء من ثقته بوطنه.. وكلاهما مسؤول: العمل الحكومي والقطاع الخاص كلاهما مسؤول ومعني بالوضع الاجتماعي للناس.. وأمام حركة الأموال ونشاطاتها في سورية المبتعدة عن التخطيط والإحصاء.. لابد من تحالف حكومي مع القطاع الخاص المنظم الفاعل.. كي تكون مصلحة المواطن من خلال المعرفة والتخطيط والإحصاء.. ومن أجل ذلك يعلن القطاع الخاص مالديه ومما يعاني.. ولتتصرف الحكومة باتجاه أولوية الخاص المنظم.. إلى درجة مشاركته بالقرار.. فهو أيضاً يتحداه ذاك النشاط المالي الذي نشعر به ولانلمسه, ومن تحالفهما لابد أن تكون ولادة دعم غير مسبوق للطبقة الوسطى صاحبة الفعل في البناء والتنمية. ليس في سورية مشكلة تمويل .. بل مشكلة تنظيم ورؤى مفتوحة وسدود عالية مصلحتها منع هذا وذاك أي منع التنظيم ومنع الرؤية.. أصحاب هذه المصلحة هم الذين سماهم الرئيس بشار الأسد يوماً الانتهازيين.. اليوم ثمة انفراج.. وبالتالي ثمة ضرورة لسياسة داخلية تستوعب التألق الموعود. |
|