|
حـــدث و تعــليـق وكلما جاء خبر سار عن اتفاق الدولتين اللتين تحتكران 90٪ من اسلحة النادي النووي تنفس العالم قليلاً من الصعداء فاتفاق العملاقين اللذين كانا عدويين لدودين يجنب العالم الاحتقان والمزيد من الازمات. ويبدو ان نهاية سعيدة تكتب للمفاوضات الماراثونية حول التخفيض النووي للترسانة الاميركية والروسية والتي دخلت امس جولتها الثامنة والاخيرة في جنيف وذلك قبل شهر على انتهاء العمل بمعاهدة ستارت start التي تعهد ميدفيديف واوباما باستبدالها بجديدة في موعد يسبق تسليم اوباما جائزة نوبل للسلام في العاشر من كانون الاول القادم ليسجل بذلك صاحب رسالة التغيير اول نجاحاته الكبيرة على مستوى السياسة الخارجية. مؤكد ماكان يمكن الوصول الى اتفاق كهذا نووي دون تمسك موسكو بشرط إلغاء الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا وكسبت القيادة الروسية الرهان لانها لم تتسامح مع من يهدد امنها القومي ويؤجج سباقا للتسلح . ويسابق اوباما الزمن بعد ان الغى مشروع الدرع لترميم العلاقات مع موسكو التي يحتاجها في افغانستان وايران وكوريا الديمقراطية وغيرها، ومن الاجدر ان يحتاجها كثيرا في قضية سلام الشرق الاوسط المتعثرة من انحياز اميركي مطلق لاسرائيل المتمردة على الشرعية الدولية. فإذا كانت الطريق سالكة لاوباما لنصر دبلوماسي يبدأ مع موسكو فإن هذا النصر لن يحسب في رصيد القضية الدولية الاولى وهي قضية الشرق الاوسط التي تراجع عن وعوده لاطرافها بضغط من قادة اسرائيل وترك ملفها النووي التسلحي الخطر خارج اي محاسبة دولية باعتبار ان الاقتراب منه من المحرمات بينما تحشد اميركا واسرائيل وتجيشان العالم ضد النووي الايراني السلمي. لاعالم خال من النووي دون شرق اوسط نظيف من اسلحة الدمار الاسرائيلية وهذه مسؤولية اميركية روسية مشتركة فقضايا العالم موصولة ببعضها ولاتنتهي عند معاهدة للخفض النووي او ماشابه. الصراعات الكبرى في العالم اصبحت اكبر من ان تنفرد بمعالجتها قوة واحدة ويعول شرقنا على الدور الروسي للانخراط بشكل فاعل مع القوى العالمية الصاعدة لتحمل مسؤولية المشاركة في صنع القرار الدولي والذي تعتبر قضية الشرق الاوسط العادلة مركز توازته واستقراره بالتأكيد . |
|